بالتنوين، {الْمَوْتِ} بالنصب.
والخلاصة: أي أينما تكونوا يدرككم الموت، فكونوا في طاعة الله، وافعلوا ما أمركم به، فذلك خير لكم فإن الموت لا محالة آتٍ، ولله در القائل:
الْمَوْتُ فِي كُلِّ حِيْنٍ يُنْشِدُ الْكَفَنَا ... وَنَحْنُ فِيْ غَفْلَةٍ عَمَّا يُرَادُ بِنَا
لَا تَرْكَنَنَّ إلَى الدُّنْيَا وَزَهْرَتِهَا ... وَإنْ تَوَشَّحْتَ مِنْ أثْوَابِهَا الْحَسَنَا
أَيْنَ الأَحَبَّةُ وَالْجِيْرَانُ مَا فَعَلُوْا ... أَيْنَ الَّذِيْنَ هُمُ كَانُوْا لَهَا سَكَنَا
سَقَاهُمُ ألْمَوْتُ كَأسًا غَيْرَ صَافِيَةٍ ... صَيَّرَتْهُمْ تَحْتَ أَطْبَاقِ الثَّرَى رَهَنَا
ثم إلى الله موجعكم، فمن كان مطيعًا له .. جازاه خير الجزاء، وآتاه أتم الثواب.
58 - ثم بين جزاء المؤمن بربه، المهاجر بدينه فرارًا من شرك المشركين، فقال: {وَالَّذِينَ آمَنُوا} بالله، وصدقوا رسوله فيما جاء به من عنده {وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} ومن الصالحات: الهجرة للدين؛ أي: وعملوا بما أمرهم به، فأطاعوه، وانتهوا عما نهاهم عنه. {لَنُبَوِّئَنَّهُمْ} أي: وعزتي وجلالي لننزلنهم {مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا} مفعول ثان لـ {لَنُبَوِّئَنَّهُمْ}؛ أي: قصورًا (?) عالية من الدر والزبرجد والياقوت، وإنما قال ذلك؛ لأن الجنة في جهة عالية، والنار في سافلة، ولأن النظر من الغرف إلى المياه والخضر أشهى وألذ.
{تَجْرِي} وتسيل {مِنْ تَحْتِهَا} أي: من تحت أشجارها {الْأَنْهَارُ} الأربعة صفة لـ {غُرَفًا} حال كونهم {خَالِدِينَ} أي: ماكثين {فِيهَا} أي: في تلك الغرف مكثًا موبدًا لا نهاية له، جزاءً لهم على ما عملوا {نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} الأعمال الصالحة، والمخصوص بالمدح محذوف؛ أي: نعم أجر العاملين أجرهم.
وقرأ ابن مسعود (?)، والأعمش، ويحيى بن وثاب، وحمزة، والكسائي،