وقرأ ابن عامر (?) بفتح الياء، والباقون بتسكينها.
{إِنَّ أَرْضِي} أي: إن بلاد المواضع التي خلقتها {وَاسِعَةٌ} لا مضايقة لكم فيها، ففيه تحريض على الهجرة من دار الكفر إلى دار الإِسلام؛ أي: يا من شرفكم الله بالعبودية له، هاجروا من مكة إن كنتم في ضيق من إظهار الإيمان فيها، ولا تجاوروا الظلمة، فأرض الله واسعة.
قال مقاتل (?): نزلت في ضعفاء مسلمي مكة، كانوا في ضيق من إظهار الإِسلام بها، وأما اليوم، فإنا بحمد الله لم نجد أعون على قهر النفس وأجمع للقلب، وأحث على القناعة، وأطرد للشيطان، وأبعد من الفتن، وأظهر لأمر الدين من مكة حرسها الله تعالى. اهـ. "قاري".
{فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ}؛ أي: فخصوني بالعبادة، ولا تعبدوا أحدًا سواي، فـ {الفاء}: واقعة في جواب شرط محذوف، حذف الشرط وعوض عنه تقديم المفعول، مع إفادة تقديم المفعول معنى الاختصاص والإخلاص؛ أي: فإن لم تخلصوا لي العبادة في أرض، فأخلصوها لي في غيرها.
وقرأ يعقوب (?): {فاعبدوني} بالياء.
وقيل المعنى: إن أرضي التي هي أرض الجنة واسعة، فاعبدوني حتى أورثكموها.
57 - ولما أخبر تعالى (?) عن سعة أرضه، وكان ذلك إشارة إلى الهجرة، وأمر بعبادته، فكان قد يتوهم متوهم: أنه إذا خرج من أرضه التي نشأ فيها لأجل من حلها من أهل الكفر، إلى دار الإِسلام، لا يستقيم له فيها ما كان يستقيم له في أرضه، وربما أدى ذلك إلى هلاكه .. أخبر أن كل نفس لها أجل تبلغه، وتموت في أي مكان حل، وأن رجوع الجميع إلى جزائه يوم القيامة، فقال: {كُلُّ نَفْسٍ} من النفوس، سواء كانت نفس إنسان أو غيرها، وهو مبتدأ، وجاز الابتداء