[83]

وقرأ الكوفيون حمزة والكسائي وعاصم وزيد بن علي {أن الناس} بفتح الهمزة على تقدير تكلمهم بأن الناس، وقرأ ابن مسعود {بأن} وتقدم، وقرأ باقي السبعة بكسر الهمزة، فاحتمل الكسر أن يكون من كلام الله، وهو الظاهر لقوله: {بِآيَاتِنَا} فتكون الجملة مستأنفة، واحتمل أن يكون من كلام الدابة، وروي هذا عن ابن عباس، وكُسرت إن على هذا القول، إما على إضمار القول؛ أي: تكلمهم وتقول لهم: إن الناس، أو على إجراء تكلمهم مجرى تقول لهم، ويكون قوله: {بِآيَاتِنَا} على حذف مضاف؛ أي: بآياتنا ربنا، كما مر في حلنا، أو لاختصاصها بالله، كما يقول بعض خواص الملك خيلنا وبلادنا، وعلى قراءة الفتح فالتقدير بأن، كقراءة عبد الله، كما مر، والظاهر أنه متعلق بتكلمهم؛ أي: تخاطبهم بهذا الكلام، ويجوز أن تكون الباء المنطوق بها، أو المقدرة سببية؛ أي: تخاطبهم، أو تجرحهم بسبب انتفاء إيقانهم بآياتنا. انتهى.

83 - ثم بيَّن سبحانه حال المكذبين حين مجيء الساعة بعد بيان بعض مباديها وأشراطها فقال: {وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا} والمراد (?) بهذا الحشر هو الحشر الخاص بهم للعذاب بعد الحشر العام لكل الخلق؛ أي: واذكر يا محمد قصة يوم يُجمع من كل أمة من الأمم جماعة {مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ} عند ذلك الحشر {يُوزَعُونَ}؛ أي: يُرد أولهم على آخرهم، أو يُدفعون والفوج الجماعة من الناس، وقوله: {مِمَّنْ يُكَذِّبُ} بيان للفوج؛ أي: فوجًا مكذبين بآياتنا؛ لأن كل أمة، وكل عمر لم يخل من كفرة بالله من لدن تفريق بني آدم؛ لأن كل أمة منقسمة إلى مصدِّق ومكذب.

والمراد بالفوج هنا (?): رؤساء الأمم المتبوعون في الكفر والتكذيب، فهم يحبسون حتى يلتحق بهم أسافلهم التابعون، كما قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: أبو جهل والوليد بن المغيرة وشيبة بن ربيعة يساقون بين يدي أهل مكة، وهكذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015