سوداء، وتكتب بين عينيه كافر".

وروي عن ابن عباس أنه قرع الصفا بعصاه وهو محرم، وقال: إن الدابة لتسمع قرع عصاي هذه، وعن ابن عمر، قال: تخرج الدابة ليلة جمع، والناس يسيرون إلى منى، وعن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "بئس الشعب شعب أجياد"، مرتين أو ثلاثًا، قيل: ولم ذاك يا رسول الله؛ قال: "تخرج منه الدابة، تصرخ ثلاث صرخات يسمعها من بين الخافقين".

وروي عن ابن الزبير، أنه وصف الدابة، فقال: رأسها رأس ثور، وعينها عين خنزير، وأذنها أذن فيل، وقرنها قرن أيل، وصدرها صدر أسد، ولونها لون نمر، وخاصرتها خاصرة هر، وذنبها ذنب كبش، وقوائمها قوائم بعير، بين كل مفصلين اثنا عشر ذراعًا.

وعن عبد الله بن عمرو: تخرج الدابة من شعب أجياد، فتمس رأسها السحاب ورجلاها في الأرض، وروي عن علي، قال: ليست بدابة لها ذنب، ولكن لها لحية، وقال وهب: وجهها وجه رجل، وسائر خلقها كخلق الطير، فتُخبر من رآها أن أهل مكة كانوا بمحمد والقرآن لا يوقنون.

قال القرطبي (?): قد رفع الإشكال في هذه الدابة ما ذكرناه من حديث حذيفة، فليعتمد عليه.

واختلف في أي موضع تخرج؟ فقال عبد الله بن عمر: تخرج من الصفا، وروي عن قتادة: أنها تخرج في تهامة، وروي أنها تخرج من مسجد الكوفة من حيث فار تنُّور نوح - عليه السلام -، وقيل: من أرض الطائف، قال أبو قبيل: ضرب عبد الله بن عمرو أرض الطائف برجله، وقال: من هنا تخرج الدابة التي تكلم الناس، وقيل غير ذلك مما لا طائل تحته.

وما جاء (?) في وصف الدابة، والمبالغة في طولها وعرضها وزمانها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015