ووعدناهم فيه، والمراد بالقول (?): ما نطق به القرآن من مجيء الساعة وما فيها من فنون الأهوال التي كان يستعجل بها المشركون، والمراد بالوقوع: الدنوُّ والاقتراب، كما في قوله تعالى: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ}.
والمعنى: إذا دنا واقترب قيام الساعة التي ذكرناها وبئناها في القرآن، قيل: اقترابها بموت العلماء، وذهاب العلم، وقيل: برفع القرآن، وقيل: إذا لم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر.
{أَخْرَجْنَا لَهُمْ}؛ أي: للناس {دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ}؛ أي: من جبل الصفا بمكة وهي فصيل ناقة صالح عليه السلام، فإنه لما عُقرت أمه هرب، فانفتح له حجر فدخل في جوفه، ثم انطبق عليه الحجر، فهو فيه حتى يخرج بإذن الله تعالى في آخر الزمان.
وعن علي - رضي الله عنه - أنها تخرج في ثلاثة أيام، والناس ينظرون إليها، فلا يخرج كل يوم إلا ثلثها، وعن الحسن: لا يتم خروجها إلا بعد ثلاثة أيام، وفي الحديث: "إن طولها ستون ذراعًا بذراع آدم عليه السلام، لا يُدركها طالب، ولا يفوتها هارب"، وقيل: اسم الدابة الجسَّاسة لتجسُّسها الأخبار للدجال؛ لأن الدجال كان موثقًا في دير في جزيرة بحر الشام، وكانت الجسَّاسة في تلك الجزيرة، كما في حديث المشارق في الباب الثامن.
وروى (?) البغوي بإسناده عن الثعلبي عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الدابة، قلت: يا رسول الله من أين تخرج؟ قال: "من أعظم المساجد حرمة على الله، فبينما عيسى عليه السلام يطوف بالبيت ومعه المسلمون .. إذ تضطرب الأرض، وينشق الصفا مما يلي المسعى، وتخرج الدابة من الصفا أول ما يخرج منها رأسها، ملمعة ذات وبر وريش، لن يدركها الطالب، ولن يفوتها هارب، تسِمُ الناس مؤمنًا وكافرًا، فأما المؤمن: فتترك وجهه كأنه كوكب دري، وتكتب بين عينيه مؤمن. وأما الكافر: فتنكت بين عينيه نكتة