{خُلَفَاءَ الْأَرْضِ} من الخلافة، وهي الملك والتسلط، {قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} أصله تتذكرون؛ لأنه من باب تفعل الخماسي فأدغمت التاء في الذال، فالذال والتاء مفتوحتان، و {مَا} مزيدة لتقليل القليل، وهو كناية عن العدم بالكلية فالمراد نفي تذكرهم رأسًا. اهـ. شيخنا، وفي "الكرخي": والمعنى: نفي التذكر، والقلة تُستعمل في معنى النفي. اهـ، {مَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ}؛ أي: يوجده أول مرة، فالخلق بمعنى المخلوق.

{قُلْ هَاتُوا} قال الحريري: تقول العرب للواحد المذكر: هات بكسر التاء، والجمع هاتوا، وللمؤنث هاتي، ولجماعة الإناث هاتين، وللاثنين من المذكر والمؤنث هاتيا دون هاتا، من غير أن يفرقوا في الأمر لهما، كما لم يفرقوا بينهما في ضمير المثنى، في مثل قولك غلامهما، وضربهما، ولا في علامة التثنية التي في قولك: الزيدان والهندان.

وكان الأصل في هات: آت المأخوذ من أتي؛ أي: أعطي، فقُلبت الهمزة هاء كما قُلبت في أرقت الماء، وفي إياك، فقيل: هرقت وهيَّاك. وفي "ملح العرب": أن رجلًا قال لأعرابي: هات. فقال: والله ما أهاتيك؛ أي: ما أعطيك.

{بُرْهَانَكُمْ} والبرهان أوكد الأدلة، وهو الذي يقتضي الصدق أبدًا، {الْغَيْبَ} وهو كل ما غاب عن العباد، كالساعة وأمور الآخرة، ونحوها، {أَيَّانَ يُبْعَثُونَ}؛ أي: متى يحشرون من القبور، فـ {أَيَّانَ} مركبة من أي وآن. فأي للاستفهام، وآن بمعنى الزمان، كما مر في مبحث التفسير.

{بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ} أصله تدارك فابدلت التاء دالًا، وأسكنت للإدغام، واجتُلبت همزة الوصل للابتداء، ومعناه تلاحق وتدارك. قال في "القاموس": جهلوا علمها ولا علم عندهم من أمرها. انتهى، والمراد التتابع في الاضمحلال والفناء، {فِي شَكٍّ}؛ أي: في حيرة عظيمة.

{بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ}؛ أي: جاهلون بحيث لا يكادون يدركون دلائلها لاختلال بصائرهم بالكلية، جمع عم، وهو أعمى القلب، قال في "المفردات":

طور بواسطة نورين ميديا © 2015