العمى يقال: في افتقاد البصر، وافتقاد البصيرة، ويقال في الأول: أعمى، وفي الثاني: عميٌ وعمٍ، وعمى القلب أشد، ولا اعتبار لافتقاد البصر في جنب افتقاد البصيرة، إذ رُب أعمى في الظاهر بصير في الباطن، ورب بصير في الصورة أعمى في الحقيقة، كحال الكفار والمنافقين والغافلين، وعلاج هذا العمى إنما يكون بضده، وهو العلم الذي به يُدرك الآخرة وما تحويه من الأمور. اهـ "الروح"، وأصله عميون استثقلت الضمة على الياء فنقلت إلى الميم بعد حذف حركتها.
{إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} والأساطير الأحاديث التي ليس لها حقيقة ولا نظام، جمع إسطار وإسطير بالكسر، وأسطور بالضم، وبالهاء في الكل، جمع سطر.
{عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ} من الإجرام، وأصل الجرم قطع الثمر عن الشجر، والجرامة رديء الثمر المجروم، واستعير لكل اكتساب مكروه، {رَدِفَ لَكُمْ} وفي "القاموس": ردفه - كسمع ونصر - تبعه، ولكنه ضمن هنا معنى دنا أو قرب. ولذلك عدي باللام، أو أن اللام زائدة كما مر.
{مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ}؛ أي: ما تخفيه، من أكن إذا أخفى، والإكنان جعل الشيء في الكن، وهو ما يحفظ فيه الشيء.
{وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ} في "السمين": في هذه التاء قولان:
أحدهما: أنها للمبالغة، كراوية وعلامة.
والثاني: أنها كالتاء الداخلة على المصادر، نحو العافية، والعاقبة، قال الزمخشري: ونظيرها الذبيحة والنطيحة والرمية في أنها أسماء غير صفات. اهـ.
قولهْ {وَلَا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ} بثبوت النون هنا على الأصل. وقد حذفت من هذا المضارع في القرآن في عشرين موضعًا، تسعة منها مبدوءة بالتاء، وثمانية بالياء، واثنان بالنون، وواحد بالهمزة. وهو قوله: {وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا} اهـ شيخنا. {فِي ضَيْقٍ} أي: في حرج وضيق صدر.