يكون من قولهم: عدل عن الحق إذا جار عدولًا انتهى، فهم جاروا وظلموا بوضع الكفر موضع الإيمان، والشرك محل التوحيد.
{قَرَارًا} أي: مستقرًا؛ أي: دحاها وسواها بحيث يمكن الاستقرار عليها، يقال: قر في مكانه يقر قرارًا إذا ثبت ثبوتًا جامدًا، وأصله القر، وهو البرد، لأجل أن البرد يقتضي السكون، والحر يقتضي الحركة.
{وَجَعَلَ خِلَالَهَا} جمع خلل، وهي الفرجة بين الشيئين، نحو خلل الدار، وخلل السحاب ونحوهما، أوساطها.
{رَوَاسِيَ} أي: جبالًا ثوابت تمسكها وتمنعها من الحركة، يقال: رسا الشيء يرسو إذا ثبت، قال في "كشف الأسرار": الرواسي جمع الجمع، يقال: جبل راس وجبال راسية، ثم تُجمع الراسية على الرواسي.
{وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا}؛ أي: مانعًا معنويًا، وهو القدرة القاهرة، قال في "المفردات": الحجز المنع بين الشيئين بفاصل بينهما، وسمي الحجاز بذلك لكونه حاجزًا بين الشام والبادية، والحاجز هنا المانع الإلهي، إذ ليس هناك حاجزٌ حسي كما هو مشاهد.
{الْمُضْطَرَّ} والمضطر هنا اسم مفعول من الاضطرار، وهو المكروب المجهود الذي لا حول له ولا قوة. والاضطرار افتعال من الضرورة، أصله المضتر قلبت تاء الافتعال طاء لوقوعها إثر مطبق، وهو الضاد، والضرورة هي الحالة المحوجة إلى اللجاء، والمضطر الذي أحوجته شدة من الشدائد إلى اللجاء والضراعة إلى الله تعالى، كالمرض والفقر والدين والغرق والحبس والجور والظلم وغيرها من نوازل الدهر، فكشفها بالشفاء والإغناء والإنجاء والإطلاق والتخليص. ذكره في "الروح".
{وَيَكْشِفُ السُّوءَ} والسوء كل ما يسوء الإنسان؛ أي: يحزنه سواء كان في نفسه، أو في غيره، كولده أو صديقه أو أهله أو ماله. فذكره بعد الضر، من ذكر العام بعد الخاص. اهـ شيخنا.