{قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (59)}.

{قُلِ}: فعل أمر، وفاعله ضمير يعود على محمد، والجملة مستأنفة مسوقة لأمر رسوله - صلى الله عليه وسلم - بحمده تعالى، وبالسلام على المصطفين الأخيار من خلقه، وكان هذا الحمد براعة استهلال؛ لما سيلقيه من البواهين والدلائل على الوحدانية والعلم والقدرة التي سيسرد ذكرها، وذلك بعد أن فرغ من قصص هذه السورة الخمس؛ ليكون نموذجًا يتأسى به كل كاتب وخطيب، ويحتذي به في كل علم مفاد. {الْحَمْدُ}: مبتدأ، {لِلَّهِ}: خبره، والجملة في محل النصب مقول {قُلِ}. {وَسَلَامٌ}: مبتدأ، وسوغ الابتداء به ما فيه من معنى الدعاء. {عَلَى عِبَادِهِ}: خبر، والجملة معطوفة على جملة {الْحَمْدُ} على كونها مقولًا لـ {قُلِ}، {الَّذِينَ}: صفة لـ {عِبَادِهِ}، {اصْطَفَى}: فعل ماض، وفاعله ضمير يعود على {اللَّهُ}، والجملة صلة الموصول، والعائد محذوف؛ تقديره: اصطفاهم الله سبحانه. {آللَّهُ} الهمزة: للاستفهام، يُطلب بها وبـ {أَمَّ} تعيين أحد الشيئين، {آللَّهُ خَيْرٌ}: مبتدأ وخبر، والجملة في محل النصب مقول {قُلِ}، {أَمْ}: عاطفة متصلة لتوفر شروطها، وهو تقدم همزة الاستفهام عليها، ودخولها على المفرد {مَا}: اسم موصول معطوف على الجلالة. {يُشْرِكُونَ}: فعل وفاعل، والجملة صلة الموصول، والعائد محذوف؛ تقديره: أي أم الأصنام التي يشركونها به تعالى، وقيل: {مَا}: مصدرية، والكلام حينئذٍ على حذفه مضاف من الأول؛ أي: توحيد الله خير أم شرككم. اهـ "سمين".

{أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ}.

{أَمَّنْ}: {أم} منقطعة بمعنى همزة التقرير، أو التوبيخ، وبل الإضرابية لعدم شرط كونها متصلة، {مَّنْ}: اسم موصول في محل الرفع مبتدأ، {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ}: فعل ومفعول، وفاعل مستتر يعود على {الله}، {وَالْأَرْضَ}: معطوف على {السَّمَاوَاتِ}، والجملة صلة الموصول، وخبر المبتدأ محذوف، تقديره؛ أمن خلق السماوات والأرض خير أم ما يشركون، والجملة الاسمية في محل النصب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015