وجُعلا اسمًا واحدًا بنت على الفتح كبعلبك.
وقرأ السلمي (?): {إيان} بكسر الهمزة، وهي لغة قبيلته بني سليم، وهي منصوبة بـ {يبعثون}، ومعلقة ليشعرون، فتكون وما بعدها في محل نصب بنزع الخافض؛ أي: وما يشعرون بوقت بعثهم، ومعنى أيان معنى متى.
66 - ثم أكد (?) جهلهم بهذا اليوم بقوله: {بَلِ ادَّارَكَ}؛ أي: بل انتهى وانقطع وانعدم {عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ}؛ أي: علمهم بالآخرة، فـ {فِي} بمعنى الباء، والضمير للكفرة؛ أي: انعدم علمهم بالآخرة، وتبين عجزهم عن معرفة وقتها، فلم يكن لهم علم بشيء مما سيكون فيها قطعًا، مع توافر أسباب العلم من الأدلة العقلية والنقلية، وليس المراد أنه كان لهم علم بوقتها على الحقيقة، فانتفى شيئًا فشيئًا، بل المراد أن أسباب العلم ومبادئه من الدلائل العقلية والنقلية ضعفت في اعتبارهم وفكرهم شيئًا فشيئًا كلما تأملوا فيها، حتى لم يعد لها قيمة وكأن لم تكن.
ثم انتقل من وصفهم بالجهل بميقاتها إلى الحيرة في الآخرة نفسها، أتكون أولًا تكون، فقال: {بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا}؛ أي: بل هم اليوم في الدنيا في حيرة عظيمة من تحققها ووجودها، أكائنة هي أم غير كائنة، كمن يحار في الأمر لا يجد عليه دليلًا، فضلًا عن تصديق ما سيحدث فيها من شؤون أخبرت عنها الكتب السماواية، كالثواب والعقاب والنعيم والعذاب والأهوال التي لا يُدرك كنهها العقل.
ثم ارتقى من وصفهم بالشك في أمرها إلى وصفهم بالعمى واختلال البصيرة، بحيث لا يدركون الدلائل التي تدل على أنها كائنة لا محالة، فقال: {بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ}؛ أي: بل هم في عماية وجهل عظيم من أمرها، وعن كل ما يوصلهم إلى الحق في شأنها، والنظر في دلائلها، فلا يُدركون شيئًا من دلائلها لاختلال بصائرهم التي يكون بها الإدراك.