قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً ...} الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أن الله سبحانه لما ذكر (?) مطاعنهم في كتابه الكريم، كقولهم: {إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ}، وقولهم: {وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا} .. قفى على ذلك بذكر شبهة أخرى لهم؛ وهي قولهم: لو كان القرآن من عند الله حقًا لأنزله جملة واحدة، كما أنزلت التوراة جملة على موسى، والإنجيل جملة على عيسى، والزبور على داود، فرد الله عليهم مقالتهم، وبين لهم فوائد إنزاله منجمًا، فذكر منها تثبيت فؤاد - صلى الله عليه وسلم - بتيسير الحفظ وفهم المعنى وضبط الألفاظ إلى نحو أولئك، ثم وعده بأنهم كلما جاؤوا بشبهة دحضها بالجواب الحق والقول الفصل الذي يكشف وجه الصواب، وبعدئذ ذكر حال المشركين، وأنهم حين يحشرون يكونون في غاية الذل والهوان، ويجرون على وجوههم إلى جهنم، وهم مصفدون بالسلاسل والأغلال.

قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا (35) ...} الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لما تكلم في دلائل وحدانيته ونفي الأنداد، وفي النبوة، وأجاب عن شبهات المنكرين لها، وفي أحوال يوم القيامة وأهوالها التي يلقاها الكافرون، وفي النعيم الذي يتفضل به على عباده المتقين .. أردف ذلك بقصص بعض الأنبياء مع أممهم الذين كذبوهم، فحل بهم النكال والوبال؛ ليكون في ذلك عبرة لقومه المشركين الذين كذبوا رسوله حتى لا يحل بهم من العذاب مثل ما حل بمن قبلهم إذا هم تمادوا في تكذيبهم، وأصروا على بغيهم وطغيانهم، وقد ذكر من ذلك خمس قصص: قصة موسى مع فرعون وقومه، وقصة نوح وقومه، وقصة هود مع قومه عاد، وقصة صالح مع قومه ثمود، وقصة أصحاب الرس.

قوله: {وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا ...} الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أن الله سبحانه لما ذكر (?) مطاعن المشركين في النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأورد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015