[42]

[43]

دعي عليه بالبعد، وقيل: له ذلك؛ أي: قيل للظالمين بعدوا بعدًا، ووضع الظاهر موضع ضميرهم للتعليل، كما في "البيضاوي".

والمعنى: أبعد الله (?) القوم الكافرين من رحمته بهلاكهم إذا كفروا بربهم وعصوا رسوله، وظلموا أنفسهم، وفي هذا من الذلة، والمهانة لهم والاستخفاف بأمرهم ما لا يخفى، وأن الذي ينزل بهم في الآخرة، من البعد، من النعيم والثواب، أعظم مما حل بهم، من العقاب في الدنيا، وفيه عظيم العبرة لمن بعدهم، ممن هم عرضة لمثله.

قصص صالح ولوط وشعيب وغيرهم عليهم السلام

42 - {ثُمَّ أَنْشَأْنَا}؛ أي: خلقنا وأوجدنا {مِنْ بَعْدِهِمْ}؛ أي: من بعد إهلاك القرن المذكور وهم عاد على الأشهر، {قُرُونًا} وأمما {آخَرِينَ}؛ أي: مع رسلهم، هم قوم صالح ولوط وشعيب وهود وغيرهم، كأيوب ويونس عليهم السلام كما وردت قصتهم على هذا الترتيب في الأعراف وهود. وقيل: هم بنو إسرائيل. والقرون والأمم، ولعل (?) وجه الجمع للقرون هنا، والإفراد فيما سبق قريبًا أنه أراد ها هاهنا أممًا متعددة، وهناك أمة واحدة؛ أي: أنشأنا أقوامًا آخرين إظهارًا لقدرتنا, وليعلم كل أمة استغناءنا عنهم، وأنهم إن قبلوا دعوة الأنبياء وتابعوا الرسل .. تعود فائدة استسلامهم وانقيادهم وقيامهم بالطاعات إليهم. فالله تعالى (?) ما أخلى الأرض من مكلفين، بل أوجدهم وبلغهم حدّ التكليف، حتى قاموا مقام من كان قبلهم، في عمارة الدنيا.

43 - ثم بين سبحانه كمال علمه وقدرته في شأن عباده، فقال: {مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ} {من} مزيدة للاستغراق؛ أي: ما تتقدم أمة من الأمم المجتمعة في قرن المقضي عليها بالهلاك. {أَجَلَهَا}؛ أي: الوقت الذي حد وعين لهلاكها {وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ}؛ أي: وما يتأخرون عن ذلك الأجل بساعة وطرفة عين، بل تموت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015