[44]

وتهلك عند ما حد لها من الزمن. والمعنى؛ أي: ما تتقدم أمة من تلك الأمم المهلكة، الوقت الذي قدر لهلاكهم، وما يستأخرون عنه.

والخلاصة: ما تهلك أمة قبل مجيء أجلها ولا بعده، فلكل شيء ميقات لا يعدوه،

44 - {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا} معطوف (?) على {أَنْشَأْنَا}، لكن لا على معنى أن إرسالهم متأخر ومتراخ عن إنشاء تلك القرون المذكورة جميعًا، بل على معنى أن إرسال كل رسول متأخر عن إنشاء قرن مخصوص بذلك الرسول، كأنه قيل: ثم أنشانا من بعدهم قرونًا آخرين، وقد أرسلنا إلى كل قرن منهم رسولًا خاصًا به.

والمعنى: أن إرسال كل رسول متأخر عن إنشاء القرن الذي أرسل إليه، وليس المعنى: أن إرسال الرسل جميعًا متأخر عن إنشاء تلك القرون جميعًا؛ أي: أرسلنا رسلنا حالة كونهم {تَتْرَى}؛ أي: متواترين ومتتابعين واحدًا بعد واحد، وهو مصدر من المواترة كشبعى ودعوى، والتاء فيه مبدلة من الواو، واصلة وترًا، والتتر المتابعة مع مهلة، وهو منصوب على الحالية، كما قررنا في الحل.

وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وقتادة وأبو جعفر وشيبة وابن محيصن والشافعي (?): {تترى} منونًا، وباقي السبعة: بغير تنوين، وانتصب على الحال؛ أي: متواترين واحدًا بعد واحد، ولكن مع انقطاع فترة طويلة بينهما.

{كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً} منهم {رَسُولُهَا} المخصوص بها بالبينات، وبلغها أمر الله تعالى {كَذَّبُوهُ}؛ أي: كذب ذلك الرسول أكثرهم لا كلهم، كما في "بحر العلوم" بدليل قوله تعالى: {وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ (71)} وسلكوا في تكذيب أنبيائهم مسلك من أهلكوا.

وعبارة "المراح" هنا {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا}؛ أي (?): أرسلنا إلى كل قرن من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015