[28]

السودان، ويافث أبو الترك، وتأخير الأهل (?)؛ لما فيه أو ضرب تفضيل بذكر الاستثناء وغيره.

أي: وأدخل في الفلك أهل بيتك من زوجك وأولادك، أو ومن آمن معك {إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ} في الأزل {الْقَوْلُ} والقضاء بالإهلاك حالة كونه كائنًا {مِنْهُمْ}؛ أي: من أهل بيتك، وهما ولده كنعان وأمه واعلة، فإنهما كانا كافرين، أو من سائر الكفرة، وإنما جيء بعلى؛ لكون السابق ضارًا، كما جيء باللام في قوله: {سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى}؛ لكونه نافعًا.

والمعنى: أي فإذا جاء وقت قضائنا على قومك، بعذابهم وإهلاكهم، ونبع الماء من المخبز، أو من وجه الأرض، فأدخل في السفينة أو كل جنس أو الحيوان فردين مزدوجين، كناقة وجمل وحصان ورمكة، وأدخل زوجتك المؤمنة، وأولادك ونساءهم، إلا من سبق عليه القول منا، بأنه هالك فيمن يهلك، فلا تحمله معك، وهو كنعان وأمه، وكانا كافرين {وَلَا تُخَاطِبْنِي}؛ في: ولا تكلمني يا نوح {فِي} شأن {الَّذِينَ ظَلَمُوا} أنفسهم بالكفر، بالدعاء لإنجائهم؛ أي: لا تسألني أن أنجي الذين كفروا بالله، من الغرق {إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ} تعليل للنهي قبله؛ أي: مقضي عليهم بالإغراق بالطوفان، لا محالة لظلمهم بالإشراك، وسائر المعاصي، ومن هذا شأنه لا يشفع له، ولا يشفع فيه، كيف لا؟

28 - وقد أمر بالحمد على النجاة منهم .. بإهلاكهم بقوله تعالى: {فَإِذَا اسْتَوَيْتَ} وعلوت {أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ} من أهلك وأتباعك {عَلَى الْفُلْكِ} والسفينة واطمأننت فيها، راكبين عليها .. {فَقُلِ} يا نوح {الْحَمْدُ لِلَّهِ}؛ أي: الشكر الكامل، والثناء الجميل، لله سبحانه، تبارك وتعالى {الَّذِي نَجَّانَا} معاشر المؤمنين {مِنَ} شر {الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} وإذايتهم؛ أي: حال بيننا وبينهم، وخلصنا منهم بإغراقهم، وإنما (?) جعل سبحانه استواءهم على السفينة نجاةً أو الغرق جزمًا؛ لأنه قد سبق أو ذلك سبب نجاتهم أو الظلمة، وسلامتهم من أن يصابوا بما أصيبوا أو العذاب وإفراده بالذكر مع شركة الكل في الاستواء والنجاة .. لإظهار فضله، والإشعار بأن في دعائه وثنائه مندوحة عما عداه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015