إلى المنكب، وهذا أشهر الروايات.
وقيل غير ذلك، وقد تقدم في هود، أنه جعلها ثلاث طباق: السفلى للسباع، والهوامّ، والوسطى للدواب والأنعام، والعليا للإنس، والفاء في قوله: {فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا} لترتيب (?) ما بعدها على ما قبلها، أو صنع الفلك، وقيل: الفاء استثنافية؛ في: فإذا اقترب وقت قضائنا بعذابهم، عقب تمام صنعة الفلك {وَفَارَ التَّنُّورُ} عطف بيان لمجيء الأمر؛ أي: ونبع التنور الماء على خرق العادة؛ أي: المخبز الذي كان لآدم، فصار إلى نوح عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام وكان في موضع مسجد الكوفة، عن يمين الداخل أو باب كندة اليوم وقيل: كان في عين وردة من الشام. أو المعنى: ونبع الماء أو وجه الأرض، وظاهرها، وروي أنه قيل له عليه السلام: إذا فار الماء من التنور .. اركب أنت ومن معك، فلما نبع مثله الماء، أخبرته امرأته فركبوا {فَاسْلُكْ فِيهَا}؛ في: فأدخل في الفلك {مِنْ كُلٍّ} حيوان غير البشر، حضر في هذا الوقت، أو السباع والطير وغيرهما، أو كل ما يلد، أو يبيض، بخلاف ما يلد من العفونات، كالدود والبق، فلم يحمله فيها، وفي القصة (?) أو الله تعالى حشر لنوح السباع والطير وغيرهما، فجعل يضرب بيديه في كل نوع، فتقع يده اليمنى على الذكر، واليسرى على الأنثى، فيحملهما في السفينة {زَوْجَيْنِ}؛ أي: فردين مزدوجين ذكرًا وأنثى؛ لكي لا ينقطع نسل ذلك الحيوان، {اثْنَيْنِ} تأكيد لزوجين، وقرأ حفص بتنوين كل، {فزوجين}، مفعول به، و {اثْنَيْنِ} تأكيد له؛ في: أدخل من كل نوع زوجين، وقرأ الباقون: بغير تنوين، فـ {اثنين} مفعول به {وَأَهْلَكَ} منصوب بفعل محذوف، معطوف على {فَاسْلُكْ} لا بالعطف (?)، على زوجين، أو على {اثنين} على القراءتين؛ لأدائه إلى اختلاف المعنى، والتقدير: واسلك أهلك، والمراد: امرأته المؤمنة، وبنوه الثلاثة المؤمنون، سام أبو العرب، وحام أبو