[38]

[39]

فإنه نازل بكم لا محالة، والمعنى؛ أي: إن نقمتي ستصيبكم لا محالة، فلا تستعجلوا عذابي، واصبروا حتى يأتي وعد الله، إن الله لا يخلف الميعاد، وقد نهى الإنسان عن العجلة مع أنها ركبت في طبيعته من قبل أنه أوتي المقدرة التي يستطيع بها تركها وكف النفس عنها،

38 - ثم حكى عنهم ما يستعجلون فقال: {وَيَقُولُونَ} بطريق الاستعجال والاستهزاء {مَتَى هَذَا الْوَعْدُ}؛ أي: وعد العذاب والساعة فليأتنا بسرعة {إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} في وعدكم بأنه يأتينا، والخطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين الذين يتلون الآيات المنبئة عن مجيء الوعد.

أي: ويقولون للنبي - صلى الله عليه وسلم - ولمن معه من المؤمنين، الذين يتلون الآيات المنبئة بقرب الساعة، ونزول العذاب بمن كفر بها استهزاءً: متى يجيئنا هذا العذاب الذي تعدوننا به إن كنتم صادقين في وعدكم. وهذا استبطاء منهم للموعود به، يراد به إنكار وقوعه، وأنه لن يكون ألبتة، وفي ذمِّ العجل قيل:

لاَ تَعْجَلَنَّ لأمْرٍ أَنْتَ طَالِبُهُ ... فَقَلَّمَا يُدْرِكُ الْمَطْلُوْبَ ذُوْ الْعَجَلِ

فَذُوْ التَّأَنِّي مُصِيِبٌ فِي مَقَاصِدِهِ ... وَذُوْ التَّعَجُّلِ لاَ يَخْلُوْ عَنِ الزَّلَلِ

39 - ثُم بين شديد جهلهم بما يستعجلون وعظيم حماقتهم لهذا الطلب، فقال: {لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا ...} إلخ، جملة مقررة لما قبلها، وجواب لو محذوف. وإيثار (?) صيغة المضارع في الشرط، وإن كان المعنى ماضيًا لإفادة استمرار عدم العلم و {حِينَ} مفعول به لـ {يَعْلَمُ}؛ أي: لو عرف الذين كفروا الوقت الذي {لَا يَكُفُّونَ} ولا يدفعون فيه {عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَنْ ظُهُورِهِمْ} قيل: السياط {وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ}؛ أي: لا يمنعون أو العذاب لما أقاموا على كفرهم (?)، ولما استعجلوا بالعذاب، ولما قالوا: متى هذا الوعد من كنتم صادقين؛ أي: لو علموه علم يقين لعلموا أو الساعة آتية، ولكن جهلهم به هو الذي هوَّنه عندهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015