[15]

[16]

أصحاب الرس في ذلك التاريخ نبيًا لهم اسمه حنظلة بن صفوان، فسلط الله عليهم أيضًا بختنصر، فخرب بلادهم.

15 - {فَمَا زَالَتْ تِلْكَ} الكلمة؛ أي كلمة {يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ}، وهي اسم "زال"، وخبره قوله: {دَعْوَاهُمْ}؛ أي: دعاؤهم ونداؤهم. والدعوى مصدر دعا دعوى ودعوة كقوله: وآخر دعواهم لأن الويل كانه يدعو الويل. أي: رددوها وكرروها مرة بعد مرة {حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ}؛ أي: حتى صيرنا أهل تلك القرية {حَصِيدًا}؛ أي: محصودين بالعذاب كما يحصد الزرع بالمنجل؛ أي: مثل الحصيد، وهو المحصود من الزرع والنبت، ولذلك لم يجمع؛ لأن الفعيل بمعنى المفعول، يستوي فيه المفرد والجمع، والمذكر والمؤنث، حالة كونهم {خَامِدِينَ}؛ أي: ميِّتين. حال من المنصوب في {جَعَلْنَاهُمْ}. من خمدت النار إذا أطفىء لهبها، وخمدت الحمى إذا سكنت حرارتها.

والمعنى: أي (?) فما زالوا يردّدون هذه المقالة، ويجعلونها هجيراهم حتى حصدوا حصداً، وخمدت حركاتهم، وهدأت أصواتهم، ولم ينبسوا ببنت شفة.

وخلاصة هذا: أنهم صاروا يكرّرون الاعتراف بظلمهم أنفسهم، ولكن لم ينفعهم ذلك كما قال: {فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا} حتى لم يبق لهم حس، ولا حركة، وأبيدوا كما يباد الحصيد، وخمدوا كما تخمد النار. وفي الحديث: "خمس في خمس: ما نقض العهد قوم إلا سلط الله عليهم عدوهم، وما حكموا بغير ما أنزل الله إلا فشا فيهم الفقر، وما ظهرت فيهم الفاحشة إلا فشا فيهم الموت، ولا طفّفوا الكيل إلَّا منعوا النبات، وأخذوا بالسنين، ولا منعوا الزكاة إلا منع عنهم القطر".

16 - {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ}؛ أي (?): وما أبدعنا السماء التي هي كالقبة المضروبة، والخيمة المطنبة {وَالْأَرْضَ} التي هي كالفراش والبساط {وَمَا بَيْنَهُمَا} من أنواع الخلائق، وأصناف العجائب، حالة كوننا {لَاعِبِينَ}؛ أي: عابثين. بل لحكم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015