همزة النقل عليها، علم ورأى المتعديان لاثنين، وأما الخمسة الباقية، فليس لها ثُلاثي يُستعمل في العلم إلا خبَّر, ولكنها أُلحقت في بعض استعمالاتها بأعلم المتعدي إلى ثلاثة, لأن الإنباء والتنْبِيىء والإخبار والتخبير والتحديث بمعنى الإعلام، هذا وتستعمل الخمسة متعدية إلى واحد بأنفسها، وإلى مضمون الثاني والثالث، أو مضمون الثالث وحده بالباء، نحو حدثتك بخروج زيد، وعليه يُحمل قوله تعالى: {سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا}.
والتأويل من آل إلى كذا؛ أي: صار إليه، فإذا قيل: ما تأويله؛ أي: ما مصيره وفي "الشهاب" المراد بالتأويل إظهار ما كان باطناً ببيان وجهه اهـ.
وفي "القرطبي" المراد: بالتأويل التفسير قوله: {أَمَّا السَّفِينَةُ} في "المصباح": السفينة معروفة، والجمع سفين بحذف الهاء، وسفائن، ويُجمع السفين على سفن بضمتين، وجمع السفينة على سفين شاذ, لأن الجمع الذي بينه وبين واحده الطاء، بابه المخلوقات مثل تمرة وتمر، ونخلة ونخل، وأما في المصنوعات مثل سفينة وسفين فممنوع إلا في ألفاظ قليلة، ومنهم من يقول: السفين لغةٌ في الواحدة، وهي فعيلة بمعنى فاعله، كأنها تسفن الماء؛ أي: ثقشره، وصاحبها سفَّان اهـ.
{لِمَسَاكِينَ} جمع مسكين، وهو الضعيف العاجز عن الكسب، لأمر في نفسه، أو في بدنه، {يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ}؛ أي: يكتسبون ويؤاجرون {أَعِيبَهَا}؛ أي: أجعلها ذات عيب، بنزع ما نزعته منها {وَرَاءَهُمْ}؛ أي: أمامهم، وهو لفظ يُستعمل في الشيء وضده، كما قال:
ألَيْسَ وَرَائِيْ أنْ أدِبَّ عَلَى الْعَصَا ... فَيَأْمَنَ أَعْدَائِيْ وَيسْأَمَنِيْ أهْلِيْ
{خشينا}؛ أي: خفنا {أَنْ يُرْهِقَهُمَا} أي يحملهما ويكلفهما {طُغْيَانًا} أي مجاوزةً للحدود الإلهية {زَكَاةً}؛ أي: طهارةً من الذنوب {رُحْمًا}؛ أي: رحمةً كالكثر والكثرة {أَشُدَّهُمَا} مفرد بمعنى القوة، وقيل: جمع لا واحد له من لفظه، وقيل: جمع له واحد من لفظه، قيل: أَشِد بكسر الشين وقيل: أشَد بفتحها اهـ