اتساعًا؛ أي: هذا الكلام والإنكار منك على ترك الأجر، هو المفرق بيننا، وتكريره (?) بيني وبينك وعدوله عن بيننا، لمعنى التأكيد، وقرأ ابن أبي عبلة {فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ} بالتنوين والجمهور على الإضافة.
{سَأُنَبِّئُكَ}؛ أي: سأخبرك، السين للتأكيد لعدم تراخي التنبئة، وقرأ ابن وثاب: {سأنبيك} بإخلاص الياء من غير همز {بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا}؛ أي: بعاقبة ومآل ما لم تقدر يا موسى صبرًا عليه من الأفعال الثلاثة التي صدرت مني وهي خرق السفينة، وقتل الغلام، وإقامة الجدار، ومألها خلاص السفينة من اليد الغاصبة، وخلاص أبوي الغلام من شره، مع الفوز ببدل حسن، واستخراج اليتيمين للكنز.
وفي قوله (?): {بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا} دون أن يقول بتأويل ما فعلت، أو بتأويل ما رأيت ونحوهما، تعريض به عليه السلام وعتاب له.
قال بعضهم (?): ومن هذا أخذ قول بعض الكبار: من قال لأستاذه: لِمَ .. لم يفلح، والتأويل رجع الشيء إلى مآله، والمراد به هاهنا المال والعاقبة، إذ هو المنبأ به دون التأويل ثم شرع في البيان له.
79 - فقال: {أَمَّا السَّفِينَةُ} التي خرقتها {فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ} أعني لضعفاء لا يقدرون على مدافعة الظلمة، وكانوا عشرة إخوة، خمسة منهم زمنى {يَعْمَلُونَ} بها أي يكتسبون بها {فِي الْبَحْرِ} مؤاجرة، فإسناد العمل إلى الكل بطريق التغليب أو لأن عمل الوكلاء بمنزلة عمل الموكلين.
{فَأَرَدْتُ} بحكم الله وإرادته {أَنْ أَعِيبَهَا}؛ أي: أن أجعلها ذات عيب بالخرق {و} الحال أنه كان ورائهم؛ أي: أمامهم كقوله: {وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ} فوراء من الأضداد {مَلِكٌ} كافر اسمه جلندي بن كرر، ملك غسان وقيل: اسمه هدد بن بدد، كان بجزيرة الأندلس ببلدة قرطبة، وأول فساد ظهر في البحر كان