بأن المقدرة بعد اللام، وقرأ علي، وعكرمة، وأبو شيخ خيوان بن خالد الهنائي، وخليد بن سعد، ويحيى بن يعمر: {ينقاص} بالصاد غير معجمة مع الألف، ووزنه ينفعل اللازم، من قاص يقيص، إذا كسرته .. تقول: قصصته فانقاص، وقرأ الزهري {ينقاض} بألف وضاد معجمة، وهو من قولهم: قضته - بضاد معجمة - فانقاض؛ أي: هدمته فانهدم، قال أبو علي: والمشهور عن الزهري بصاد غير معجمة. انتهى.
وعبارة ابن الجوزي هنا: وقرأ أبيُّ بن كعب وأبو رجاء: {ينقاض} بألف وضاد معجمة، وقرأ ابن مسعود، وأبو العالية، وأبو عثمان النهدي {ينقآص} بألف ومدة وصاد غير معجمة، وكله بلا تشديد، قال الزجاج: فمعنى ينقض يسقط بسرعة، وينقاص غير معجمة ينشق طولًا، يقال: انقاصت سنه، إذا انشقت قال ابن مقسم: انقاصت سنه وانقاضت بالصاد والضاد على معنى واحد. انتهى.
وقوله: {لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا} قرأ (?) ابن كثير وأبو عمرو {لتخذت} بكسر الخاء، غير أن أبا عمرو كان يدغم الذال، وابن كثير يظهرها.
وقرأ نافع، وعاصم، وابن عامر، وحمزة، والكسائي: {لاتخذت} وكلهم أدغموا إلا حفصاً عن عاصم فإنه لم يدغم مثل ابن كثير.
قال الزجاج: يقال: تخذ يتخذ، في معنى اتخذ يتخد، نحو تبع واتبع، افتعل من تخذ، وأدغم التاء في التاء.
78 - {قَالَ} الخضر لموسى: {هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ}؛ أي: هذا الوقت وقت الفراق بيننا، أو هذا الاعتراض الثالث منك سبب الفراق الموعود بقوله {فَلَا تُصَاحِبْنِي}، أو هذا (?) الاعتراض المتوالي منك، هو سبب الفراق بيني وبينك، بحسب ما شرطت على نفسك، وإنما كان هذا الأخير سبب الفراق دون الأولين لأن ظاهرهما منكر، فكان موسى فيهما معذورًا دون هذا، إذ لا ينكر الإحسان إلى المسيء بل يحمد، وإضافة الفراق إلى البين من إضافة المصدر إلى الظرف