[77]

فلا تصحبني إياك، وبعضم نفسك، وقرأ الأعرج بفتح التاء والباء وتشديد النون، وقرأ الجمور: {مِنْ لَدُنِّي} بإدغام نون لدن في نون الوقاية، التي اتصلت بياء المتكلم، وقرأ نافع وعاصم بتخفيف النون، وهي نون لدن، اتصلت بياء المتكلم، وهو القياس؛ لأن أصل الأسماء إذا أضيفت إلى ياء التكلم .. لم تلحق بها نون الوقاية، نحو: كلامي وفرسي، وأشمَّ شعبة الضم في الدال.

ورُوي عن عاصم سكون الدال، قال ابن مجاهد: وهو غلط، وكأنه يعني من جهة الرواية.

وأما من جهة اللغة: فليست بغلط؛ لأن من لغاتها (لَدْ) بفتح اللام وسكون الدال.

وقرأ عيسى: {عذرًا} بضم الذال، ورويت عن أبي عمرو وعن أبيّ {عذري} بكسر الراء مضافًا إلى ياء المتكلم.

77 - {فَانْطَلَقَا}؛ أي: انطلق الخضر وموسى عليهما السلام، بعد المرتين الأوليين، بعدما شرطا ذلك {حَتَّى إِذَا أَتَيَا} ووصلا {أَهْلَ قَرْيَةٍ} بعد (?) الغروب في ليلة باردة، وهي أنطاكية، بفتح الهمزة وكسرها وسكون النون وكسر الكاف وفتح الياء المخففة، قاعدة العواصم، وهي ذات أعين وسور عظيم من صخر داخله خمسة أجبل، دورها إثنا عشر ميلاً، كما في "القاموس" وقيل: برقة، وقيل: قرية من قر أذربيجان، وقيل: قرية من قرى الروم {اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا}؛ أي: طلبا من أهلها أن يطعموهما ضيافة، قيل: لم يسألاهم، ولكن نزولهما عندهم كالسؤال منهم، ووضع (?) الظاهر موضع المضمر، لزيادة التأكيد، أو لكراهة اجتماع الضميرين في هذه الكلمة، لما فيه من الكلفة، أو لزيادة التشنيع على أهل القرية، بإظهارهم، فقوله: {اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا} جواب إذا، أو صفة لقرية كما سيأتي، وفي الأسئلة المقحمة (?) استطعم موسى هاهنا فلم يطعم، وحين سقى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015