[16]

منصور عن عطاء الخراساني قال: جاء ناس من مزينة يستحملون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «لا أجد ما أحملكم عليه» فتولوا، وأعينهم تفيض من الدمع حزنا، ظنوا ذلك من غضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأنزل الله {وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغاءَ رَحْمَةٍ}، وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال: نزلت فيمن كان يسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - من المساكين.

قوله تعالى: {وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ ...} الآية، سبب نزولها: ما أخرجه سعيد بن منصور عن سيار أبي الحكم قال: أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بزّ، وكان معطيا كريما، فقسمه بين الناس، فأتاه قوم فوجدوه قد فرغ منه، فأنزل الله: {وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها ...} الآية.

وأخرج ابن مردويه، وغيره عن ابن مسعود، قال: جاء غلام إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن أمي تسألك كذا وكذا، قال: «ما عندنا شيء اليوم» قال: فتقول لك: أكسني قميصك، فدفعه إليه، فجلس في البيت حاسرًا فأنزل الله: {وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا (29)}.

وأخرج أيضًا عن أبي أمامة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعائشة: «أنفق ما على ظهر كفي» فقالت: إذن لا يبقى شيء، فأنزل الله: {وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ ...} الآية. وظاهر ذلك أنّها مدنية.

التفسير وأوجه القراءة

16 - ثم بين كيف يقع العذاب بعد بعثة الرسل، فقال: {وَإِذا أَرَدْنا}؛ أي: وإذا (?) دنا وقت تعلق إرادتنا بإهلاك قرية بعذاب الاستئصال أَمَرْنا على لسان الرسول المبعوث إلى أهلها {مُتْرَفِيها} أي منعميها ورؤسائها وكبارها وملوكها بالأعمال الصالحة، وهي الإيمان والطاعة، والمترف كمكرم من أبطرته النعمة، وسعة العيش والترفة (?) بالضم النعمة والطّعام الطيّب، وخصهم بالذكر مع توجّه الأمر إلى الكل؛ لأنهم الأصول في الخطاب، والباقي أتباع لهم، وقرأ (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015