العرض، ثم بالنهي عن القتل لهذا السبب عينه.
وقال أبو حيان: قوله تعالى: {وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْسانًا ...} مناسبة (?) اقتران برّ الوالدين بإفراد الله بالعبادة من حيث إنه تعالى هو الموجد حقيقة، والوالدان وساطة في إنشائه، وهو تعالى المنعم بإيجاده وإيجاد رزقه، وهما ساعيان في مصالحه.
قوله سبحانه تعالى: {وَآتِ ذَا الْقُرْبى ...} الآية، لما أمر الله تعالى ببر الوالدين .. أمر بصلة القرابة.
وقوله تعالى: {وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ ...} الآية، لمّا بيّن الله تعالى أنه هو المتكفّل بأرزاق العباد حيث قال: إن ربّك يبسط الرّزق لمن يشاء ويقدر .. أتبعه بالنهي عن قتل الأولاد.
قوله تعالى: {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى ...} الآية، لما نهى الله تعالى عن قتل الأولاد .. نهى عن التسبب في إيجاده من الطريق غير المشروعة، فنهى عن قربان الزنا، واستلزم ذلك النّهي عن الزنا.
قوله تعالى: {وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ ...} الآية، لمّا نهى الله عن قتل الأولاد، وعن إيجادهم من الطريق غير المشروعة .. نهى عن قتل النفس، فانتقل من الخاص إلى العامّ، والظاهر أنّ هذه كلها منهيات مستقلة ليست مندرجة تحت قوله: {وَقَضى رَبُّكَ} كاندراج {أَلَّا تَعْبُدُوا} انتهى.
أسباب النزول
قوله تعالى: {وَآتِ ذَا الْقُرْبى ...} الآية، سبب نزولها (?): ما أخرجه الطبراني وغيره عن أبي سعيد الخدري، قال: لمّا أنزلت {وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ ...} الآية. دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاطمة فأعطاها فدك. قال ابن كثير: هذا مشكل، فإنه يشعر بأنّ الآية مدنية، والمشهور خلافه، وروى ابن مردويه عن ابن عباس مثله.
قوله تعالى: {وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ ...} الآية، سبب نزولها: ما أخرجه سعيد بن