للقتل والسلب والنهب، وقتلوا علماءكم، وكبراءكم، وأحرقوا التوراة، وخربوا بيت المقدس، وسبوا منكم عددًا كثيرًا، وكان ذلك وعدا نافذًا لا مردّ له؛ أي: وعدًا منجزًا.
وقرأ الجمهور (?): {فَجَاسُوا} بالجيم، وقرأ أبو السمال وطلحة: {فَحَاسُوا} بالحاء المهملة، وقرىء {فتجوَّسوا} على وزن تكسّروا بالجيم، وقرأ (?) الحسن، وابن جبير، وأبو المتوكل، وأبو رزين خلل الديار بفتح الخاء، واللام، من غير ألف بالإفراد فيجمع على خلال كجبل وجبال، ويجوز أن يكون خلال مفردا كالخلل وهو: وسط الديار وما بينها
6 - {ثُمَّ} بعد عقوبة أولاهما {رَدَدْنا لَكُمُ} يا بني إسرائيل؛ أي: أعدنا لكم {الْكَرَّةَ}؛ أي الدولة والغلبة والرّجعة {عَلَيْهِمْ}؛ أي: على الذين فعلوا بكم ما فعلوا بعد مئة سنة، حين تبتم ورجعتم من الإفساد، والعلو، وذلك حين قتل داود جالوت، وقيل: حين قتل بختنصّر.
تلخيصه: بعد ظفرهم بكم أظفرناكم بهم، والكرّة في الأصل المرة، و (عليهم) متعلق بها؛ لأنه يقال كر عليه إذا عطف عليه {وَأَمْدَدْناكُمْ}؛ أي: قويناكم، وأعطيناكم {بِأَمْوالٍ} كثيرة بعد ما نهبت أموالكم {وَبَنِينَ} عديدة بعد ما سبيت أولادكم؛ أي بسطنا عليكم رزق الأموال، والأولاد حتّى عاد أمركم كما كان {وَجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا}؛ أي: رجالًا وعددًا مما كنتم عليه أولًا، أو أكثر عددًا ورجالًا من عدوكم، أو أكثر خروجًا إلى الغزو؛ لأنّ النفير يكون مصدرًا بمعنى الخروج إلى الغزو، والنّفير من ينفر مع الرجل من عشيرته.
والمعنى: أي ثم (?) رجعت لكم الدولة والغلبة على الذين فعلوا بكم ما فعلوا حين تبتم ورجعتم عما كنتم عليه من الإفساد، والعلو، فغزوتم البابليّين واستنقذتم الأسرى، والأموال، ورجع الملك إليكم، وكثرت أموالكم بعد أن نهبت، وأولادكم بعد أن سبيت، وصرتم أكثر عددًا، وأعظم قوة مما كنتم قبل،