[5]

الغلبة، وقرأ عيسى: {لتفسدن} بفتح التاء، وضم السين، أي فسدتم بأنفسكم بارتكاب المعاصي، وقرأ الجمهور: {عُلُوًّا} بوزن عتوًا، وقرأ زيد بن علي: {عليًا كبيرًا}، ولكن التصحيح في فعول المصدر أكثر من الإعلال كقوله: وعتوا عتوًّا كبيرًا، بخلاف الجمع، فإن الإعلال فيه هو المقيس.

5 - {فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما}؛ أي: وعد عقاب أولى المرتين؛ أي: فإذا حان وقرب وقت العقاب الموعود به في أولى الإفسادتين {بَعَثْنا عَلَيْكُمْ}؛ أي: سلّطنا عليكم لمؤاخذتكم بجناياتكم {عِبادًا لَنَّا} قيل (?): هم بختنصر، وجنوده، وقيل: جالوت وجنوده، وقيل: جند من بابل، وأكثر ما يقال: عباد الله، وعبيد الناس، والإضافة (?) فيه لبيان كونهم مظاهر الاسم المذلّ المنتقم القهّار، كما يفيده مقام العظمة، لا للتشريف، فإن الكافر ليس من أهله، {أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ}؛ أي: أصحاب قوة في الحروب، وبطش عند اللقاء، وهذا كقولهم: ظل ظليل؛ لأن البأس يتضمن الشدة؛ أي ذوي قوة وبطش في الحروب {فَجاسُوا}؛ أي: جاس أولئك العباد، وترددوا {خِلالَ الدِّيارِ}؛ أي: خلال دياركم وأوساطها، من الجوس، وهو التردد خلال الدور والبيوت في الغارة؛ أي: مشوا في وسط المنازل، أو في أوساطها للقتل والأسر، والغارة، وطافوا بينها لينظروا هل بقي منهم أحد لم يقتلوه، فقتلوا علماءهم، وكبارهم، وحرّقوا التوراة، وخرّبوا المسجد، وسبوا منهم سبعين ألفا، وذلك من قبيل تولية بعض الظالمين بعضًا مما جرت السنة الإلهية، {وَكانَ} ذلك؛ أي: وعد عقابهم في المرة الأولى، فالضمير في، {وَكانَ} عائد على وعد أولاهما، وفي «الجمل»: {وَكانَ}؛ أي: البعث المذكور، وجوس الأعداء {وَعْدًا مَفْعُولًا}؛ أي: وعدًا لا بد منه أن يفعل.

والمعنى: أي (?) فإذا حان وقت حلول العقاب الموعود، أرسلنا عليكم لمؤاخذتكم بجنايتكم عبادًا لنا أولي بطش شديد في الحروب، قيل: هم سنحاريب ملك بابل وجنوده، فأوغلوا في البلاد، وترددوا بين الدور، والمساكن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015