[46]

فائدة: واعلم أنه ينبغي للمؤمن أن يكثر ذكر الموت، فإنه لا غنية للمؤمن عن ست خصال (?):

أولاها: علم يدله على الآخرة.

والثانية: رفيق يعينه على طاعة الله، ويمنعه عن عصية الله.

والثالثة: معرفة عدوه والحذر منه.

والرابعة: عبرة يعتبر بها.

والخامسة: إنصاف الخلق؛ لكيلا تكون له يوم القيامة خصماء.

والسادسة: الاستعداد للموت قبل نزوله؛ لكيلا يكون مفتضحًا يوم القيامة.

46 - ثم بين أن حالهم كحال من سبقهم حذو القذة بالقذة، فقال: {وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ} الجملة في محل النصب على الحال؛ أي: فعلنا بالذين ظلموا ما فعلنا، والحال أنهم قد مكروا في إبطال الحق وتقرير الباطل مكرهم العظيم الذي استفرغوا في عمله المجهود وجاوزوا فيه كل حدّ محدود بحيث لا يقدر عليهم غيرهم، والمكر: الخديعة. {وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ}؛ أي: وعند (?) الله جزاء مكرهم الذي فعلوه، أو: وعند الله مكتوب مكرهم، فهو مجازيهم، أو عند الله مكرهم الذين يمكرهم به على أن يكون المكر مضافًا إلى المفعول. قيل: المراد بهم قوم محمد - صلى الله عليه وسلم - مكروا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - حين هموا بقتله أو نفيه. وقيل: والمراد ما وقع من النمروذ حيث حاول الصعود إلى السماء، فاتخذ لنفسه تابوتًا، وربط قوائمه بأربعة نسور.

والخلاصة (?): عند الله جزاؤهم وما هو أعظم منه فرأيهم آفن؛ إذ هم سلكوا طريقًا كان ينبغي البعد عنها بعد أن استبان فسادها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015