وأنزلوهم {دَارَ الْبَوَارِ}؛ أي: دار الهلاك جهنم: عطف بيان {يَصْلَوْنَهَا}؛ أي: يقاسون حرها؛ أي: حالة كونهم يدخلونها يوم القيامة مقاسين لحرها؛ أي: أنزل (?) بعض قريش المطمعون يوم بدر - وهم بنو أمية وبنو المغيرة - أتباعهم، وهم بقية قريش بسبب إضلالهم إياهم وإرشادهم إلى طريقة الشرك دار الهلاك التي هي جهنم يوم القيامة حالة كون كلهم من الأتباع والمتبوعين يدخلون جهنم مقاسين لحرها كفاء ضلالهم وإضلالهم، وعدم (?) التعرض لحلولهم لدلالة الإحلال عليه، إذ هو فرعه {وَبِئْسَ الْقَرَارُ}؛ أي: وقبح المستقر والمنزل لهم يوم القيامة، والمخصوص بالذم جهنم دارًا لهم.
والمعنى: أي ألم (?) تعلم وتعجب من قوم بدلوا شكر النعمة غمطًا لها، وجحودًا بها كأهل مكة الذين أسكنهم الله حرمًا آمنًا يجبي إليه ثمرات كل شيء، وجعلهم قوام بيته، وشرفهم بإرسال رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - من بينهم، فكفروا بتلك النعمة، فأصابهم الجدب والقحط سبع سنين دأبًا، وأسروا يوم بدر وصفدوا في السلاسل والأغلال، وقتل منهم العدد العديد من صناديدهم ورجالاتهم ممن كانوا يضنون بهم ويحتفظون بمواضيعهم ليوم كريهة وسداد ثغر.
{وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ}؛ أي: وأحلوا من شايعهم على الكفر دار الهلاك الذي لا هلاك بعده.
29 - ثم بين هذه الدار، فقال: {جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ (29)}؛ أي: هذه الدار هي جهنم دار العذاب التي يقاسون حر نارها وبئس المستقر هي لمن أراد الله به النكال والوبال،
30 - وقوله: {وَجَعَلُوا} عطف على {أحل} داخل معه في حكم التعجب؛ أي: جعلوا في اعتقادهم الباطل وزعمهم الفاسد {لِلَّهِ} الفرد الأحد الذي لا شريك له في الأرض ولا في السماء {أَنْدَادًا}؛ أي: أشباهًا في التسمية حيث سموا الأصنام آلهة، أو في العبادة، أو في الربوبية {لِيُضِلُّوا} قومهم الذين يشايعونهم حسبما ضلوا {عَنْ سَبِيلِهِ} القويم الذي هو التوحيد، ويوقعوهم في ورطة الكفر والضلال، وليس الإضلال (?) غرضًا