{وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ} أصله بمصرخين (?) لي جمع مصرخ، كمسلمين جمع مسلم، فياء الجمع ساكنة وياء الإضافة كذلك، فحذفت الام للتخفيف والنون للإضافة، فالتقى ساكنان وهما الياءان، فأدغمت ياء الجمع في ياء الإضافة، ثم حركت ياء الإضافة بالفتح على القراءة المشهورة طلبًا للخفة وتخلصًا من توالي ثلاث كسرات، وكسرت على غير المشهورة على أصل التخلص من التقاء الساكنين، أو اتباعًا لكسرة الخاء.
{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا} المثل (?): قول في شيء يشبه بقول في شيء آخر لما بينهما من المشابهة، ويوضح الأول بالثاني ليتم انكشاف حاله به.
{أَصْلُهَا ثَابِتٌ}؛ أي: ضارب بعروقه في الأرض {وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ}؛ أي: في جهة العلو، والفرع: الغصن من الشجرة، ويطلق على ما يولد من الشيء، والفرع أيضًا: الشعر، يقال: رجل أفرع وامرأة فرعاء لمن كثر شعره. وقال امرؤ القيس بن حجر:
وَفَرْعٌ يُغَشِّي المَتْنَ أسوَدُ فَاحِمُ
{تُؤْتِي أُكُلَهَا}؛ أي: تعطي ثمرها. {كُلَّ حِينٍ}؛ أي: كل وقت، والحين في اللغة (?): الوقت يطلق على القليل والكثير واختلفوا في مقداره هنا، فقال مجاهد وعكرمة: الحين هنا: سنة كاملة؛ لأن النخلة تثمر في كل سنة مرة. وقال سعيد بن جبير وقتادة والحسن: ستة أشهر يعني: من وقت طلعها إلى حين صرامها، وروي ذلك عن ابن عباس أيضًا. وقال علي بن أبي طالب: ثمانية أشهر يعني: أن مدة حصلها باطنًا وظاهرًا ثمانية أشهر. وقيل: أربعة أشهر من حين ظهور حملها إلى إدراكها. وقال سعيد بن المسيب: شهران يعني: من وقت أن يؤكل منها إلى صرامها. وقال الربيع بن أمس: {كُلَّ حِينٍ} يعني: كل غدوة وعشية؛ لأن ثمرة النخلة تؤكل أبدًا ليلًا ونهارًا صيفًا وشتاءً، فيؤكل منها الجمار