وفي "المصباح": وجزع الرجل جزعًا - من باب تعب - فهو جزع وجزوع مبالغة إذا ضعف من حمل ما نزل به، ولم يجد صبرًا وأجزع غيره.
{مِنْ مَحِيصٍ}؛ أي: من منجأ (?) ولا مهرب من عذاب الله، يقال: حاص فلان عن كذا؛ أي: فر وزاغ يحيص حيصًا وحيوصًا وحيصانًا، والمعنى: ما لنا وجه نتباعد به عن النار. وفي "المختار": حاص عنه إذا عدل وحاد، وبابه باع وحيوصًا ومحيصًا ومحاصًا وحيصًا بفتح الياء، يقال: ما عنه محيص؛ أي: محيد ومهرب، والانحياص مثله. اهـ. وهو يحتمل أن يكون مكانًا كالمبيت، ومصدرًا كالمغيب.
{وَعْدَ الْحَقِّ}؛ أي: وعدًا من حقه أن ينجز، أو وعدًا أنجزه. اهـ. "بيضاوي". وفي "السمين": يجوز أن يكون من إضافة الموصوف لصفته؛ أي: الوعد الحق، وأن يراد بالحق صفة الباري تعالى؛ أي: وعدكم الله تعالى وعده، وأن يراد بالحق البعث والجزاء على الأعمال، فتكون إضافة صريحة. اهـ.
{فَاسْتَجَبْتُمْ لِي}؛ أي: أجبتموني، فالسين والتاء زائدتان {مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ} المصرخ (?): المغيث. قال الشاعر:
فَلاَ تَجْزَعُوْا إِنِّي لَكُمْ غَيْرَ مُصْرِخٍ ... وَلَيْسَ لَكُمْ عَنِّي غَنَاءٌ وَلاَ نَصْرُ
والصارخ المستغيث، يقال: صرخ يصرخ صرخًا وصراخًا وصرخة. قال سلامة بن جندل:
كُنَّا إِذَا مَا أَتَانَا صَارِخٌ فَزِعٌ ... كَانَ الصُّرَاخُ لَهُ قَرْعُ الظَّنَابِيْبِ
واصطرخ بمعنى صرخ وتصرخ إذا تكلف الصراخ، واستصرخ استغاث، فقال: استصرخني فأصرخته، والصريخ مصدر كالصهيل، ويوصف به المغيث والمستغيث من الأضداد. وفي "المصباح": صرخ يصرخ - من باب قتل - صراخًا فهو صارخ، وصريخ إذا صاح وصرخ، فهو صارخ إذا استغاث، واستصرخته، استغثت به فأغاثني فهو صريخ؛ أي: مغيث ومصرخ على القياس.