الشراب إذا جاز الخلق بسهولة، وقال بعض المفسرين: إن كاد هنا صلة، والمعنى: يتجرعه ولا يسيغه. اهـ.
{كَرَمَادٍ} والرماد معروف، وهو ما سحقته النار من الأجرام، وجمعه في الكثرة رمد، وفي القلة على أرمد. اهـ. "سمين". وقال ابن عيسى (?): الرماد هو جسم يسحقه الإحراق سحق الغبار، ويجمع على رمد في الكثرة، وأرمدة في القلة، وشذ جمعه على أفعلاء، قالوا: أرمداء ورماد رمدد إذا صار هباء أرق ما يكون.
{اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ} ومعنى اشتدت به الريح، حملته بشدة وسرعة، والعصف: شدة الريح، وصف به زمانها مبالغة، كما يقال: يوم حار ويوم بارد، والحر والبرد فيهما لا منهما.
{فَقَالَ الضُّعَفَاءُ}: جمع (?): ضعيف، والضعف خلاف القوة، وقد يكون في النفس، وفي البدن، وفي الحال، وفي الرأي، والمناسب للمقام هو الأخير، فإنه لو كان في رأيهم قوة لما اتبعوهم في تكذيب الرسل والإعراض عن نصائحهم.
{إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا}: جمع تابع، كخدم جمع خادم، وحرس جمع حارس، ورصد جمع راصد، وهو المستن بآثار من يتبعه؛ أي: تابعين لكم في تكذيب الرسل والإعراض عن نصائحهم مطيعين لكم فيما أمرتمونا به. {فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا}؛ أي: دافعون عنا، يقال: أغنى عنه إذا دفع عنه الأذى، وأغناه إذا أوصل إليه النفع.
{أجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ} الجزع (?): عدم احتمال الشدة، وعدم الصبر على البلاء، وهو نقيض الصبر. قال الشاعر:
جَزِعْتُ وَلَمْ أجْزَعْ مِنَ الْبَيْنِ مَجْزَعَا ... وَعَذَّبْتُ قَلْبًا بِالْكَوَاكِبِ مُوْلَعَا