[9]

كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)}. وفي "بحر العلوم"؛ أي: مقدر مكتوب في اللوح معلوم قبل كونه قد علم حاله وزمانه ومتعلقه. وفي "التبيان"؛ أي: بحد لا يجاوزه من رزق وأجل

9 - {عَالِمُ الْغَيْبِ} خبر لمبتدأ محذوف؛ أي: هو تعالى عالم كل ما يطلق عليه اسم الغيب؛ وهو ما غاب عن الحس، فيدخل فيه المعلومات والأسرار الخفية والآخرة. وقال بعضهم (?): كل ما ورد في القرآن من إسناد الغيب إلى الله تعالى إنما هو بالنسبة إلينا، إذ لا غيب بالنسبة إلى الله تعالى؛ أي (?): هو تعالى عالم ما هو غائب عنكم لا تدركه أبصاركم من عوالم لا نهاية لها، فقد أثبت العلم حديثًا أن هناك عوالم لا تراها العين المجردة، بل ترى بالمنظار المعظم - التليسوب - ومنها الجراثيم - المكروبات - التي تولد كثيرًا من الأمراض التي قد يعسر شفاؤها، أو يتعذر في كثير من الأحوال كجراثيم السرطان والسل والزهري، أو تشفي بعد حين كجراثيم الجدري والحصبة ونحوها، وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ}.

{و} عالم {الشهادة}؛ أي: كل ما يطلق عليه اسم الشهادة؛ وهو ما حضر للحس، فيدخل فيه الموجودات المدركة والعلانية والدنيا؛ أي: عالم كل ما تشاهدونه وترونه بأعينكم {وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}.

{الْكَبِيرُ}؛ أي: هو تعالى العظيم الشأن الذي لا يخرج عن علمه شيء الذي يجل عما وصفه به الخلق من صفات المخلوقين، أو الذي يصغر غيره بالنسبة إلى كبريائه {الْمُتَعَالِ}؛ أي: المستعلي على كل شيء بقدرته وجبروته، وهو وحده له التصرف في ملكوته. وفي "الكواشي" المترفع عن صفات المخلوقين وقول المشركين. وفي هذا (?) إيماء إلى أنه تعالى قادر على البعث الذي أنكروه، والآيات التي اقترحوها، والعذاب الذي استعجلوه، وإنما يؤخر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015