والثالث: موضعه رفع، وهو على وجهين:

أحدهما: أنَّه معطوف على لفظ الجلالة، فيكون خبرًا آخر للمبتدأ، كقولك: القائمان زيد وعمرو، ولم يثن حسبك؛ لأنه مصدر. وقال قوم: هذا الوجه ضعيف من حيث المعنى؛ لأنَّ الواو للجمع، ولا يحسن ههنا، كما لا يحسن في قولهم: ما شاء الله وشئت، وثم هنا أولى، إلا أن يقال: إن الواو هنا بمعنى ثم.

والثاني: أن يكون خبر مبتدأ محذوف، تقديره: وحسبك من اتبعك من المؤمنين من حيث النصر، ولا يلزم على هذا الوجه التشريك بين الله وبين غيره؛ لأنَّ الكلام جملتان.

وليس فيه اعتماد على غير الله؛ لأنَّ المؤمنين ما التفت إليهم إلا لإيمانهم وكونهم حزب الله، فرجع الأمر فيهم إلى الله. انتهى أبو البقاء مع زيادة وتصرف.

{اتَّبَعَكَ} فعل ومفعول، وفعله ضمير يعود على {مَنِ}، والجملة صلة الموصول. {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}: جار ومجرور حال من فاعل اتبعك.

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ}.

{يَا أَيُّهَا}: منادى نكرة مقصودة، والجملة مستأنفة. {النَّبِيُّ}: صفة لـ {أي}. {حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ}: فعل ومفعول، وفاعله ضمير يعود على النبي، والجملة الفعلية جواب النداء. {عَلَى الْقِتَالِ}: جار ومجرور متعلق بـ {حَرِّضِ} {إن}: حرف شرط. {يَكُنْ}: فعل مضارع تام بمعنى يوجد، مجزوم بإن على كونه فعل شرط لها. {مِنْكُمْ}: متعلق به. {عِشْرُونَ} فاعل. {صَابِرُونَ}: صفة لـ {عِشْرُونَ}، ويصح أن تكون {يَكُنْ} ناقصة. {يَغْلِبُوا}: فعل وفاعل مجزوم بإن على كونه جواب الشرط لها. {مِائَتَيْنِ}: مفعول به، وجملة إن الشرطية مستأنفة مسوقة لتعليل ما قبلها.

{وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ}.

{وَإِنْ}: {الواو} عاطفة {إِنْ يَكُنْ}: جازم. ومجزوم. {مِنْكُمْ}: متعلق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015