لتعليل ما قبلها.
{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (53)}.
{ذَلِكَ}: مبتدأ. {بِأَنَّ} {الباء} حرف جر وسبب: {أَنَّ} حرف نصب. {اللَّهَ} اسمها. {لَمْ}: حرف نفي وجزم {يَكُ}: فعل مضارع ناقص مجزوم بلم، وعلامة جزمه سكون ظهر على النون المحذوفة للتخفيف على حدِّ قول ابن مالك:
وَمِنْ مُضَارعٍ لِكَانَ مُنْجَزِمْ ... تُحْذَفُ نوْنٌ وَهُوْ حَذْفٌ مَا الْتُزِمْ
وحذفت الواو من {يك}؛ لالتقاء الساكنين؛ لأنَّ أصله: يكون، دخل الجازم عليه فسكنت النون، فالتقى ساكنان، فحذفت الواو؛ لالتقائهما، فصار يكن، ثم حذفت النون؛ للتخفيف، فصار: يك، واسمها: ضمير يعود على الله. {مُغَيِّرًا}: خبرها، {نِعْمَةً}: مفعول مغيرًا، وجملة يكون في محل الرفع خبر أن، وجملة أن في تأويل مصدر مجرور بالباء، تقديره: بسبب عدم كون الله مغيرًا نعمة الجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ، تقديره: ذلك كائنٌ بسبب عدم تغيير الله نعمة أنعمها على قوم، والجملة اسمية مستأنفة {أَنْعَمَهَا}: فعل ومفعول، وفاعله ضمير يعود على الله، والجملة في محل النصب صفة لنعمة ولكنها سببية. {عَلَى قَوْمٍ}: جار ومجرور متعلق بـ {أَنْعَمَهَا}. {حَتَّى}: حرف جر وغاية، {يُغَيِّرُوا} فعل وفاعل منصوب بأن مضمرة وجوبًا بعد {حَتَّى}، بمعنى إلى {مَا}: موصولة، أو موصوفة في محل النصب على المفعولية. {بِأَنْفُسِهِمْ} جار ومجرور صلة لـ {ما}، أو صفة لا، تقديره: ما كان بأنفسهم من الحال، وجملة {يُغَيِّرُوا} صلة أن المضمرة، أن مع صلتها في تأويل مصدر مجرور بـ {حَتَّى} بمعنى إلى: تقديره: إلى تغييرهم ما بأنفسهم، الجار والمجرور متعلق بيكون، أو بمغيرًا {وَأَنَّ اللَّهَ}: ناصب واسمه. {سَمِيعٌ}: خبر أول له. {عَلِيمٌ}: خبر ثان له، وجملة أنَّ في محل الجر معطوفة على جملة أن في قوله: {بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا} على قراءة الفتح، وعلى قراءة كسر همزة إن - فالجملة مستأنفة.