{كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ (54)}.
{كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ}: جار ومجرور خبر لمحذوف، تقديره: دأبهم كدأب آل فرعون، والجملة مستأنفة، كررت؛ للإطناب في الذم. {وَالَّذِينَ}: معطوف على آل فرعون. {مِنْ قَبْلِهِمْ}: جار ومجرور صلة الموصول. {كَذَّبُوا}: فعل وفاعل. {بِآيَاتِ رَبِّهِمْ}: جار ومجرور ومضاف إليه متعلق بـ {كَذَّبُوا} والجملة مفسرة لدأب أل، فرعون لا محل لها من الإعراب {فَأَهْلَكْنَاهُمْ}: فعل وفاعل ومفعول معطوف على {كَذَّبُوا}. {بِذُنُوبِهِمْ}: جار ومجرور متعلق بـ {فَأَهْلَكْنَاهُمْ}. {وَأَغْرَقْنَا}: فعل وفاعل. {آلَ فِرْعَوْنَ}: مفعول ومضاف إليه، والجملة معطوفة على جملة {أهلكنا}. {وَكُلٌّ}: مبتدأ وسوَّغ الابتداء بالنكرة .. قصد العموم. {كَانُوا ظَالِمِينَ}: فعل ناقص واسمه وخبره، وجملة كان في محل الرفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية مستأنفة مسوقة لتعليل ما قبلها، وجمع الضمير في كانوا وفي ظالمين؛ مراعاةً لمعنى {كل}؛ لأنَّ كلًّا متى قطعت عن الإضافة .. جاز مراعاة لفظها تارة ومعناها أخرى، وإنما اختير هنا مراعاة المعنى؛ لأجل الفواصل، ولو روعي اللفظ فقط، فقيل: وكلُّ كان ظالمًا .. لم تتفق الفواصل اهـ "سمين".
{إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (55)}.
{إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ}: ناصب واسمه ومضاف إليه. {عِنْدَ اللَّهِ}: ظرف ومضاف إليه متعلق بشر {الَّذِينَ}: اسم موصول في محل الرفع خبر إنَّ، وجملة إنَّ مستأنفة استئنافًا نحويًّا. {كَفَرُوا}: صلة الموصول. {فَهُمْ}: {الفاء} اعتراضية، {هم}: مبتدأ، وجملة {لَا يُؤْمِنُونَ} خبره، والجملة الاسمية معترضة لا محل لها من الإعراب؛ لاعتراضها بين البدل والمبدل منه، أو معطوفةٌ على جملة الصلة، وعبارة أبي السعود هنا قوله: {فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} هذا حكم مترتب على تماديهم في الكفر ورسوخهم فيه، وتسجيل عليهم بكونهم من أهل الطبع، لا يلويهم صارف، ولا يثنيهم عاطف أصلًا، جيء به على وجه الاعتراض، لا أنه