[102]

3 - أن الولد كفء للوالد، والله لا كفء له؛ لأن كل ما عداه فهو مخلوق له لا يكافئه، ولأن علمه ذاتي ولا كذلك غيره.

والإشارة في قوله:

102 - {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ} إلى الموصوف بما تقدم من خلق السموات والأرض وإبداعهما، ومن أنه بكل شيء عليم، ومن أنه خلق كل شيء، فإذا (?) كانت هذه الصفات ملاحظة في اسم الإشارة .. حصل التكرار في قوله: {خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} إذ يصير المعنى: الذي خلق كل شيء، خالق كل شيء ويجاب بأن قوله فيما سبق، وخلق كل شيء؛ أي: في الماضي، كما تنبىء عنه صيغة الماضي، وبأن قوله هنا: {خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ}؛ أي: مما سيكون، فلا تكرار، وهكذا أجاب أبو السعود، فاسم الإشارة: مبتدأ، واسم الجلالة: خبر أول، وربكم: خبر ثانٍ، {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} خبر ثالث، و {خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} خبر رابع، والخطاب في قوله: {ذَلِكُمُ} موجه إلى المشركين الذين أقيمت عليهم الحجة؛ أي: ذلكم الموصوف بالصفات السابقة أيها المشركون من أنه خلق السموات والأرض وأبدعهما على غير مثال سبق، وأنه بكل شيء عليم هو المعبود بحق في الوجود، ربكم ومالككم، المستحق منكم العبادة، لا من تدعون من دونه من الأصنام؛ لأنها جمادات لا تخلق ولا تضر ولا تنفع ولا تعلم، والله تعالى هو الخالق الضار النافع، لا معبود بحق في الوجود إلا هو سبحانه وتعالى، خالق كل شيء ما كان وما يكون، وما عداه مخلوق له يجب أن يعبد خالقه، فكيف يعبد من هو مثله ويتخذه إلهًا. والفاء (?) في قوله: {فَاعْبُدُوهُ} لمجرد السببية من غير عطف، إذ لا يعطف الإنشاء على الخبر، وعكسه؛ أي: هو حكم ترتب على تلك الأوصاف، وهي علل مناسبة، فحيث وجدت وجد، وحيث فقدت فقد، وبما تقرر علم أنَّ فائدة ذكر خالق كل شيء في الآية بعد قوله: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ} جعله توطئة لقوله تعالى: {فَاعْبُدُوهُ}، وأما قوله: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ} فإنما ذكر استدلالًا على نفي الولد اهـ "كرخي".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015