كاختصم وتخاصم، واشترك وتشارك، واستوى وتساوى، ونحوها مما اشترك فيه باب الافتعال والتفاعل.
{انْظُرُوا} أيها المخاطبون نظر اعتبار واستبصار {إِلَى ثَمَرِهِ}؛ أي: إلى ثمر كل واحد مما ذكر {إِذَا أَثْمَرَ}؛ أي: إذا أخرج ثمره أول ظهوره، وكيف يخرج ضئيلًا لا يكاد ينتفع به {وَ} انظروا إلى {يَنْعِهِ}؛ أي: وإلى نضجه وإدراكه، وكيف أنه يصير ضخمًا ذا نفع عظيم ولذة كاملة، ثم وازنوا بين صفاته في كل من الحالين يستبين لكم لطف الله وتدبيره وحكمته في تقديره، وغير ذلك مما يدل على وجوب توحيده؛ أي: انظروا أيها المخاطبون إلى حال هذه الثمار من ابتداء خروجها وظهورها إلى انتهاء كبرها ونضجها، كيف تتنقل من حال إلى حال في اللون والرائحة، والصغر والكبر، وتأملوا ابتداء الثمر حيث يكون بعضه مرًّا وبعضه مالحًا لا ينتفع بشيء منه، ثم إذا انتهى ونضج فإنه يعود حلوًا طيبًا نافعًا مستساغ المذاق، فسبحان القادر الخلاق.
والحاصل: انظروا نظر استدلال واعتبار كيف أخرج الله تعالى هذه الثمرة الرطبة اللطيفة من هذه الشجرة الكثيفة اليابسة، فإنه مما يدل على قدرته الباهرة وحكمته الظاهرة.
وقرأ ابن وثاب ومجاهد وحمزة والكسائي (?): {إلى ثُمره} بضم الثاء والميم، جمع ثمرة كخشبة وخشب، وأكمة وأكم. وقرأت فرقة بضم الثاء وإسكان الميم طلبًا للخفة، كما تقول في الكتب: كتب. وقرأ باقي السبعة بفتح الثاء والميم، وهو اسم جنس، كشجرة وشجر. والثمر جنى الشجر وما يطلع منه. وقرأ الجمهور (?): {وَيَنْعِهِ} بفتح الياء وسكون النون. وقرأ قتادة والضحاك وابن محيصن بضم الياء وسكون النون. وقرأ ابن أبي عبلة واليماني {ويانعه} اسم فاعل من ينع، ونسبها الزمخشري إلى ابن محيصن.
{إِنَّ فِي ذَلِكُمْ}؛ أي: إن في خلق هذه الثمار والزروع مع اختلاف الأجناس