لم تنقص قوّته، ولم يُنسب، ولم تنقص له سن، وصبر على أذى قومه طول عمره.

ثم ذكر الله تعالى الأنبياء من بعده جملة بقوله تعالى: {وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ} ثم خص جماعة من الأنبياء بالذكر؛ لشرفهم وفضلهم فقال: {وَ} كما {أَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ} بن آزر {وَ} أوحينا بعد إبراهيم إلى {إِسْمَاعِيلَ} بن إبراهيم، فمات بمكة {وَ} إلى {إِسْحَاقَ} بن إبراهيم فمات بالشام {وَ} إلى {يَعْقُوبَ} وهو إسرائيل بن إسحاق {وَ} إلى {الْأَسْبَاطِ}؛ أي: أولاد يعقوب الأثني عشر، فمنهم يوسف نبي رسول باتفاق، وفي البقية خلاف {وَ} أوحينا إلى {عِيسَى} بن مريم، وقدَّم (?) عيسى على أيوب ومن بعده - مع كونهم في زمان قبل زمانه - ردًّا على اليهود الذين كفروا به، وأيضًا قالوا {وَ} ليست إلا لمطلق الجمع. {وَ} إلى {أَيُّوبَ} بن أموص {وَ} إلى {يُونُسَ} بن متَّى. قرأ الجمهور (?): {يونس} بياء ونون مضمومتين بلا همز، وهي لغة أهل الحجاز، وقرأ نافع في رواية بن جمّاز عنه {يُونِسَ}، بكسر النون، وهي لغة لبعض العرب، وقرأ النخعي وابن وثاب بفتحها، وهي لغة لبعض عقيل، وبعض العرب يهمز ويكسر، وبعض أسد يهمز ويضم النون. {وَ} إلى {سُلَيْمَانَ} بن داود {وَ} كما {آتَيْنَا}: وأعطينا أيّاه {دَاوُودَ} بن أيشا {زَبُورًا} - بفتح الزاي - بوزن رسول، وقرأ حمزة زُبورًا بالضم، وهو جمع زبر، بمعنى: مزبور؛ أي: مكتوب، كفلس وفلوس، وهو: اسم للكتاب الذي أنزل عليه، وهو مئة وخمسون سورة، ليس فيها حكم ولا حلال ولا حرام، بل فيها تسبيح وتقديس وتحميد وثناء على الله عَزَّ وَجَلَّ ومواعظ، وقد أفرد بالذكر، أعني: داود؛ لأن له شأنًا خاصًّا عند أهل الكتاب من حسن الصوت واجتماع الطيور عليه.

قال بعض العلماء (?): وإنما لم يذكر موسى في هذه الآية؛ لأنَّ الله أنزل عليه التوراة جملةً واحدة، وكان المقصود بذكر من ذكر من الأنبياء في الآية أنّه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015