أظهره، ومن أخفى الرّباعي، يقال: أخفى الشيء إذا أسره وستره من غيره.
{وَأَعْتَدْنَا}: أصله أعددنا، قلبت الدال الأولى تاء، فهو من باب أفعل الرباعي، وليست التاء تاء الافتعال كما مر. {سُلْطَانًا}: مصدر بمعنى التسلط، وفي "المختار": والسلاطة: القهر، يقال: سلط ككرم وسمع، وسلاطة وسلوطة بالضم، وقد سلطه الله تسليطًا فتسلط عليهم، والسلطان: الوالي، والسلطان أيضًا: الحجة والبرهان، ولا يثنى ولا يجمع؛ لأن مجراه مجرى المصدر. انتهى. {سُجَّدًا}: جمع ساجد، كعادل وعدل، وراكع وركع، قال ابن مالك:
وفُعَلٌ لِفَاعِلٍ وَفَاعِلَهْ ... وَصْفَيْنِ نَحْوُ عَاذِلٍ وَعَاذِلَهْ
{وَقُلْنَا لَهُمْ لَا تَعْدُوا}: من عدا (?) يعدو - من باب غزا يغزو - وأصله: تعدووا، الواو الأولى المضمومة لام الكلمة استثقلت الضمة عليها فحذفت، فالتقى ساكنان فحذفت الواو لالتقاء الساكنين، فوزنه: تعفوا، وقرأ ورش: {لَا تَعْدُوا} بفتح العين وتشديد الدال، على أن الأصل: لا تعتدوا، وتصريفه على هذه القراءة: أنه نُقلت فتحة التاء إلى العين الساكنة قبلها ثم قلبت التاء دالًا وأدغمت في الدَّال بعدها كما مر في بحث القراءة والمعنى: أنهم نهوا عن الاعتداء في السبت بصيد السمك، فخالف بعضهم واصطاد، وامتنع بعضهم من غير نهي للآخرين، وامتنع بعضهم مع نهي من اصطاد، فحل بمن اصطاد العذاب ونجا من نهى، وسيأتي بسط ذلك في سورة الأعراف.
{قُلُوبُنَا غُلْفٌ}: جمع أغلف، كحمر جمع أحمر، ويصح أن يكون جمع غلاف، ككتاب وكتب، وسكن للتخفيف. {بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا}: يقال: طبع الشيء يطبع - من باب فتح - طبعًا، إذا صوره بصورة ما، وطبع عليه إذا ختم عليه، ويقال: طبع الله على قلبه، أي: ختم وغطى، فلا يعي ولا يوفق، وطبع الدرهم إذا نقشه وسكه، وطبع السيف إذا عمله وصاغه، وطبع الله الخلق خلقهم. {وَمَا صَلَبُوهُ}: يقال: صلبه يصلبه صلبًا، - من بابي نصر وضرب - إذا جعله