فوق رؤوسهم {الطُّورَ}؛ أي: الجبل المسمى بالطور، وهو جبل معروف هناك، وفي (?) الشام جبل عرف بالطور ولزمه هذا الاسم، وهو طور سيناء، وليس هو المرفوع علي بني إسرائيل؛ لأن رفع الجبل كان فيما يلي التيه من جهة ديار مصر، وهم ناهضون مع موسى عليه السلام، وتقدمت قصة رفع الطور في البقرة. {بِمِيثَاقِهِمْ}، أي: بسبب أخذ الميثاق وجعل العهد عليهم على أن يأخذوا جميع ما أنزل عليهم بقوة ويعملوا به مخلصين حين امتنعوا من قبول شريعة التوراة، فرفع الله عليهم الطور ليخافوا فقبلوها، وأعطوا العهد والميثاق على أَن لا يرجعوا عنها.
{وَقُلْنَا لَهُمُ} على لسان موسى أو على لسان يوشع عليهما السلام: {ادْخُلُوا الْبَابَ}؛ أي: باب هذه القرية، وهي قرية بيت المقدس، أو أريحا حالة كونكم {سُجَّدًا} أي: ركعًا خاضعين مطأطئين الرؤوس مائلي الأعناق ذلة وانكسارًا لعظمته؛ أي: وقلنا لهم على لسان يوشع: ادخلوا باب هذه القرية بذلة وانكسار، فخالفوا ودخلوا وهم يزحفون على أستاههم {وَقُلْنَا لَهُمْ} قيل: على لسان داود عليه السلام: {لَا تَعْدُوا}؛ أي: لا تجاوزوا حدود الله {فِي} يوم {السَّبْتِ} إلى ما لا يحل لكم فيه؛ أي: لا تظلموا باصطياد الحيتان فيه، وذلك أنهم نهوا عن أن يصطادوا السمك في يوم السبت، فاعتدوا واصطادوا فيه، فمسخوا قردة وخنازير، وقيل: المراد به: النهي عن العمل والكسب في يوم السبت.
وقرأ ورش (?): {لا تعدوا} بفتح العين وتشديد الدال، على أن الأصل: لا تعتدوا، فألقيت حركة التاء على العين وأدغمت التاء في الدال، وقرأ قالون بإخفاء حركة العين وتشديد الدال، والنص بالإسكان، وأصله أيضًا: لا تعتدوا وقرأ الباقون من العشرة {لا تعْدوا} بإسكان العين وتخفيف الدال من عدى يعد، وقال تعالى: {إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ} وقرأ الأعمش والأخفش {لا تعتدوا} من اعتدى الخماسي. {وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا} الميثاق الغليظ: العهد المؤكَّد