تعليل لكونهم مثلهم في الكفر، ببيان ما يستلزمه من شركتهم لهم في العذاب.
140 - وقرأ الجمهور (?): {وَقَدْ نَزَّلَ} مشددًا مبنيا للمفعول، وقرأ عاصم: {نَزَّلَ} مشددًا مبنيًّا للفاعل، وقرأ أبو حيوة وحميد: {نزَل} مخففًا مبنيًّا للفاعل، وقرأ النخعي: {أنزل} بالهمزة مبنيًّا للمفعول، ومحل {أَنْ} رفع أو نصب، على حسب العامل فنصب على قراءة عاصم، ورفع على الفاعل على قراءة أبي حيوة وحميد، وعلى المفعول الذي لم يسم فاعله على قراءة الباقين، وهي مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن.
141 - ثم بين بعض أحوال المنافقين فقال: {الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ} بدل من: {الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ} أو صفة للمنافقين والكافرين؛ أي: الذين ينتظرون ما يحدث بكم من خير أو شر؛ أي: إن هؤلاء المنافقين ينتظرون أمرهم وما يحدث لكم من كسر أو نصر وشر أو خير، {فَإِنْ كَانَ لَكُمْ} أيها المؤمنون {فَتْحٌ} ونصر {مِنَ اللَّهِ} تعالى على الكافرين وظفر وغنيمة {قَالُوا}؛ أي: قال المنافقون للمؤمنين: {أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ} أيها المؤمنون في الدين والجهاد، والاستفهام فيه وفيما بعده تقريري؛ أي؛ لتقرير ما بعد النفي على حد: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ}؛ أي: كنا معكم واستحوذنا عليكم ومنعناكم، فأعطونا من الغنيمة؛ أي: فإن نصركم الله وفتح عليكم .. ادعوا أنهم كانوا معكم، فيستحقون مشاركتكم في النعمة وإعطاءهم من الغنيمة، وإنما سمى (?) ظفر المسلمين فتحًا، وظفر الكافرين نصيبًا تعظيمًا لشأن المسلمين، وتحقيرًا لحظ الكافرين لتضمن الأول نصرة دين الله وإعلاء كلمته، ولهذا أضاف الفتح إليه تعالى، وحظ الكافرين في ظفر دنيوي سريع الزوال {وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ}؛ أي: حظ من الظفر عليكم {قَالُوا}؛ أي: قال المنافقون للكافرين: {أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ}؛ أي: ألم نغلب عليكم، ونتمكن من قتلكم وأسركم، وأبقينا عليكم ورحمناكم، فرجعتم سالمين غانمين {و} ألم {نمنعكم من المؤمنين}؛ أي: ألم نحمكم ونمنع المؤمنين من قتلكم وأسركم وظفرهم عليكم بتخذيلهم