الْأَنْفُسُ الشُّحَّ}، ومن يوق نفسه أثبت لكل نفس شحًّا، وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أن تصدق وأنت صحيح شحيح"، ولم يرد به واحدًا بعينه، وليس يحمد أن يقال هنا: أن تصدق وأنت صحيح بخيل، {وَلَوْ حَرَصْتُمْ}، وفي "المصباح" حرص عليه حرصًا - من باب ضرب - إذا اجتهد، والاسم الحرص بالكسر، وحرص على الدنيا من باب ضرب أيضًا، وحرص حرصًا - من باب تعب لغة - إذا رغبت رغبة مذمومة، {فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ} تذر هي من الأفعال التي ليس لها التصرف التام، بل لها المضارع والأمر، كقوله تعالى: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ} فليس لها ماض، ولا اسم فاعل ولا مفعول، وهو بمعنى الترك، المعلقة: هي التي ليست مطلقة ولا ذات بعل، {قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ} جمع قوام صيغة مبالغة؛ أي: ليتكرر منكم القيام بالقسط، وهو العدل في شهادتكم على أنفسكم مثلًا، وفي "المصباح" قسط قسطًا - من باب ضرب - وقسوطًا: جارَ، وعدلَ أيضًا، فهو من الأضداد، قاله ابن القطاع، وأقسط بالألف عدل، والاسم القسط بالكسر. اهـ. {شُهَدَاءَ لِلَّهِ} جمع شهيد، أو شاهد على غير قياس.

{وَإِنْ تَلْوُوا} بواوين (?)، أصله تلويون بوزن تضربون، نقلت ضمة الياء إلى ما قبلها وهو الواو بعد سلب حركتها، فسكنت الياء ثم حذفت لالتقاء الساكنين، وحذفت نون الرفع للجازم؛ لأنه من الأفعال الخمسة، وهذه الياء التي حذفت هي لام الكلمة، فصار {تَلْوُوا} بوزن تفعوا، وعلى القراءة الثانية: {تلوا} فعل به ما تقدم ثم نقلت ضمة هذه الواو التي هي عين الكلمة إلى الساكن قبلها، وهو اللام التي هي فاء الكلمة، فسكنت الواو ثم حذفت، فصار {تلوا} بوزن تفوا، إلا أن فيه حينئذ إجحافًا بالكلمة إذ لم يبق منها إلا فاءها.

البلاغة

وقد تضمنت هذه الآيات من الفصاحة والبديع فنونًا (?):

منها: التجنيس المغاير في قوله: {أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا}، وفي قوله:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015