يستفتي استفتاء، والاستفتاء طلب الإفتاء، ويقال: أفتاه يفتيه إفتاء وفتوىً وفتيًا، وأفتيت فلانًا في رؤياه عبرتها له، ومعنى الإفتاء: إظهار المشكل على السائل، وأصله من الفتى وهو الرجل الشاب الذي قوي وكمل.
فالمعنى كأنه بيان ما أشكل فيثبت ويقوى، والاستفتاء ليس في ذوات النساء، وإنما هو عن شيء من أحكامهن، ولم يبين، فهو مجمل، ومعنى {يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ} يبين لكم حال ما سألتم عنه، وحكمه ذكره أبو حيان في "البحر"، وفي "المصباح" (?): والفتوى بالواو وفتح الفاء وبالياء فتضم، وهي اسم من أفتى العالم إذا بين الحكم، واستفتيته سألته أن يفتي، والجمع الفتاوى بكسر الواو على الأصل: وقيل يجوز الفتح للتخفيف.
{وَأَنْ تَقُومُوا}؛ أي: تعنوا عناية خاصة، {بِالْقِسْطِ}؛ أي: بالعدل، {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ}؛ أي: توقعت ما تكره بوقوع بعض أسبابه، أو ظهور بعض أماراته، قيل: الخوف هنا على بابه، وهو حالة تحدث في القلب عند حدوث أمر مكروه، أو عند ظن حدوثه، وقيل: المراد بالخوف هنا العلم، {نُشُوزًا}؛ أي؛ ترفعًا وتكبرًا، قال ابن فارس: يقال نشزت المرأة: استعصت على بعلها، ونشز بعلها إذا ضربها وجفاها، {أَوْ إِعْرَاضًا}؛ أي: ميلًا وانحرافًا، قال النحاس: الفرق بين النشوز والإعراض أن النشوز: التباعد، والإعراض: أن لا يكلمها ولا يأنس بها.
{الشُّحَّ} قال ابن فارس (?): الشح البخل مع الحرص، ويقال: تشاح الرجلان في الأمر لا يريدان أن يفوتهما، وهو بضم الشين وكسرها، وقال ابن عطية: الشح الضبط على المعتقدات والإرادة، ففي الهمم والأموال، ونحو ذلك مما أفرط فيه، وفيه بعض المذمة، وما صار إلى حيز الحقوق الشرعية وما تقتضيه المروءة فهو البخل، وهو رذيلة، لكنها قد تكون في المؤمن، ومنه الحديث: قيل: يا رسول الله أيكون المؤمن بخيلًا؟ قال: "نعم"، وأما الشح ففي كل أحد، ويدل عليه: {وَأُحْضِرَتِ