أسباب النزول
قوله تعالى: {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ ...} الآية، سبب نزولها: ما أخرجه البخاري عن عائشة رضي الله عنها في هذه الآية، قالت (?): هو الرجل تكون عنده اليتيمة هو وليها ووارثها، قد شركته في مالها حتى في المذق، فيرغب أن ينكحها، ويكره أن يزوجها رجلًا فيشركه في مالها، فيعضلها، فنزلت هذه الآية.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي: كان لجابر بنت عم دميمة، ولها مال ورثته عن أبيها، وكان جابر يرغب عن نكاحها، ولا يُنكِحها خشية أن يذهب الزوج بمالها، فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك، فنزلت هذه.
قوله تعالى: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا ...} الآية، سبب نزولها: ما أخرجه البخاري (ج 9/ ص 334) عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا} قالت: الرجل تكون عنده المرأة ليس بمستكثر منها، يريد أن يفارقها، فتقول: أجعلك من شأني في حل، فنزلت هذه الآية في ذلك. الحديث رواه مسلم (ج 8/ ص 157).
وقد أخرج أبو داود والترمذي والطيالسي، والحاكم وصححه، وأقره الذهبي وابن جرير: أنها نزلت في شأن سودة، أخرجه الترمذي والطيالسي وابن جرير من حديث ابن عباس، وأخرجه أبو داود والحاكم وابن جرير أيضًا من حديث عائشة، ولفظ أبي داود: قالت عائشة لعروة: يا ابن أختي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يفضل بعضنا على بعض في القسم من مكثه عندنا، وكان كل يوم إلا وهو يطوف علينا جميعًا، فيدنو من كل امرأة من غير مسيس، حتى يبلغ إلى التي هو يومها فيبيت عندها، ولقد قالت سودة بنت زمعة حين أسنت وفرقت أن يفارقها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا رسول الله يومي لعائشة، فقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك منها، قالت: تقول في ذلك أنزل الله عَزَّ وَجَلَّ وفي أشباهها، أراه قال: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا}.