مخرج صحيح، فالأخذ به أولى، ولا سيّما مع إمكان تأويل الترك، وهذا يقتضي الإثبات الذاتي، أعني: كونها قرآنا، والوصفي أعني: الجهر بها عند الجهر بقراءة ما يفتتح بها من السور في الصلاة. انتهى من الشوكاني.
والبحث الثاني في فضلها:
وورد في فضلها أحاديث.
منها: ما أخرجه سعيد بن منصور في سننه، وابن خزيمة في كتاب البسملة، والبيهقي، عن ابن عباس قال: (استرق الشيطان من الناس، أعظم آية من القرآن {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}).
وأخرج نحوه أبو عبيد، وابن مردويه، والبيهقي في شعب الإيمان عنه أيضا.
وأخرج الدارقطني بسند ضعيف، عن ابن عمر أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «كان جبريل إذا جاءني بالوحي، أوّل ما يلقي عليّ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}.
وأخرج ابن أبي حاتم في «تفسيره»، والحاكم في «المستدرك»، وصحّحه، والبيهقي في «شعب الإيمان»، عن ابن عباس أنّ عثمان بن عفّان، سأل النبي صلّى الله عليه وسلّم، عن {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}؟ فقال: «هو اسم من أسماء الله تعالى، وما بينه وبين اسم الله الأكبر، إلّا كما بين سواد العين وبياضها من القرب».
ومنها: ما أخرجه ابن مردويه، والثعلبيّ، عن جابر قال: (لمّا نزلت {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} هرب الغيم إلى المشرق، وسكنت الريح، وهاج البحر، وأصغت البهائم بآذانها، ورجمت الشياطين من السماء، وحلف الله بعزّته، وجلاله أن لا تسمّى على شيء، إلّا بارك الله فيه).
ومنها: ما أخرجه أبو نعيم، والديلمي، عن عائشة قالت: لمّا نزلت {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} ضجّت الجبال، حتى سمع أهل مكة دويّها، فقالوا: سحر محمد الجبال، فبعث الله دخانا، حتى أظلّ على أهل مكة، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من قرأ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} موقنا، سبّحت معه الجبال، إلّا أنّه لا يسمع ذلك منها».