لمزة؛ أي: عيَّاب مغتاب، فلما دخلت الهاء لذلك استوى المذكر والمؤنث فيه، فيقال: امرأة همزة ورجل همزة، ولا يُثنّى ولا يُجمع، فيقال: رجال همزة ونساء همزة، والمهمزة عصًا في رأسها حديدة، تكون مع الرائض يهمز بها الدابة، والجمع: مهامز، ويقال: همزه يهمُزه - بضم الميم وبكسرها - همزًا إذا غمزه وضغطه ونخسه ودفعه وضربه وعضّه، واغتابه في غيبته فهو هماز وهمزة، وهمز الشيطان الإنسان همس في قلبه وسواسًا، وهمز به الأرض صرعه، وهمز الفرس نخسه بالمهماز ليعدو.
ويقال: لمزه يلمُزه - بضم الميم وبكسرها - لمزًا إذا عاب، وأشار إليه بعينه ونحوها مع كلام خفي ودفعه وضربه، ولمزه الشيب ظهر فيه، وقال سعيد بن جبير: الهمزة الذي يهمز الناس بيده ويضربهم، واللمزة الذي يلمزهم بلسانه ويعيّبهم إذا غابوا، ومنه قول حسان - رضي الله عنه -:
هَمَزْتُكَ فَاخْتَضَعْتَ بِذُل نَفْسٍ ... بِقَافِيَةٍ تَأَجَّجُ كَالشُّوَاظِ
وأصل الهمز الكسر يقال: همز كذا إذا كسره، وأصل اللمز الطعن، يقال: لمزه بالرمح؛ أي: طعنه، ثم شاع استعمالهما فيما ذكرنا، قال زياد الأعجم:
إِذَا لَقِيْتُكَ عَنْ كُرْهٍ تُكَاشِرُنِيْ ... وَإِنْ تَغَيَّبْتُ كُنْتَ الْهَامِزَ اللُّمَزَا
{الَّذِي جَمَعَ مَالًا} قُرىء بالتخفيف والتشديد، فمن شدد ميمه نظر للمبالغة والتكثير، ومن خففها جعله محتملًا للتكثير وعدمه، والمعنى: جمعه وضبط عدده وأحصاه.
{وَعَدَّدَهُ} قال الشهاب الحلبي المعروف بالسمين: العامة على تثقيل الدال الأولى، وهو أيضًا للمبالغة، وقرأ الحسن والكلبي بتخفيفها كما مر، وقال ابن خالويه: ومن شدد جعله فعلًا ماضيًا يقال: عدَّد المال يعدده تعديدًا إذا عده مرة بعد أخرى شغفًا به، فهو معدد، و {الهاء}: مفعول به، ومن خفف جعله مصدرًا واسمًا؛ أي: جمع مالًا وعرف عدده وأحصاه.
{يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3)}؛ أي: سيخلده ويوصله إلى رتبة الخلود، أي: ضمن له الخلود في الدنيا، وفي "المختار": الخلد بالضم: البقاء، وبابه دخل، وأخلده الله وخلَّده تخليدًا إذا أبقاه.