{مُمَدَّدَةٍ} صفة لـ {عَمَدٍ}.
التصريف ومفردات اللغة
{وَيْلٌ} والويل: كلمة يدعى بها العذاب، ويُسأل بها على من استحقه، وعلى هذا يكون المعنى: اللهم ألحق الويل وأنزله بكل همزة، فتكون الجملة إنشائية، أو عَلَم لواد في جهنم، فيكون معرفة، وتكون الجملة خبرية، أخبرت بأن هذا الوادي ثابت معد لكل همزة لمزة، وقال بعضهم: الويل كلمة عذاب وهلاك وخزي، وهو لفظ يستعمل في الذم والتقبيح، والمراد به هنا: التنبيه على قبح ما سيذكر بعد من صفاتهم، والويس كلمة أخف، من الويل، والويح كلمة أخف من الويس، والويب كلمة أخف من الويح، يقال: ويل لزيد، وبقال: ويله وويحه وويسه وويبه، فمتى انفرد جاز فيه الرفع والنصب، ومتى أضيف لم يكن إلا منصوبًا؛ لأنه يبقى بلا خبر، ومتى انفصل جُعلت اللام خبرًا، وقال الحسن: ويح كلمة رحمة، فإن قيل: كيف تَصرَّف الفعل من ويح ووش وويل؟ فقل: ما صرفت العرب منها فعلًا، فأما هذا البيت المعمول:
فَمَا وَالٍ وَمَا وَاحٍ ... وَمَا وَاسٍ أَبُوْ زَيْدِ
فلا تلتفتن إليه، فإنه مصنوع خبيث.
{لِكُلِّ هُمَزَةٍ} في "المختار": الهمز كاللمز وزنًا ومعنى، وبابه ضرب، وفيه أيضًا واللمزُ العيب، وأصله الإشارة بالعين ونحوها، وبابه: ضرب ونصر، والتاء فيهما للمبالغة في الوصف، وقد تقدم أن بناء فُعَلة بضم الفاء وفتح العين لمبالغة الفاعل؛ أي: المكثرة لمأخذ الاشتقاق، وبناء فُعْلة بضم الفاء وسكون العين لمبالغة المفعول، يقال: رجل لُعَنة - بضم اللام وفتح العين - لمن كان يُكثر لعن غيره، ولُعْنة - بضم اللام وسكون العين - إذا كان ملعونًا للناس يكثرون لعنه.
وعبارة "السمين": والعامة على فتح ميميهما، على أن المراد الشخص الذي يكثر منه ذلك الفعل، وقرأ الباقون: بالسكون، وهو الذي يهمز ويلمز؛ أي: يأتي بما يهمز به ويلمز، والضُحَكة لمن يكثر ضحكه، والضُحْكة لم يأتي بما يُضحَك منه، وهو مطرد أعني: أن فعلة بفتح العين لمن يكثر منه الفعل، وبسكونها لمن يكثر الفعل بسببه، والهاء في همزة لمزة دخلت للمبالغة في الذم، كقولهم: رجل همزة