{لَيُنْبَذَنَّ}؛ أي: ليطرحن، والنبذ: الطرح مع الإهانة والتحقير، وعبارة ابن خالويه: ومعنى {يُنْبَذَنَّ} يتركَنَّ في جهنم، قال تعالى: {فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ}؛ أي: تركوه.

{فِي الْحُطَمَةِ}: وهي من أسماء النار من الحطم، وهو الكسر يقال: رجل حطمة إذا كان شديدًا لا يُبقي على شيء، وفي أمثالهم: شر الرعاء الحطمة؛ أي: الذي يحطم ماشيته ويكسرها بشد سوقها، قال الشاعر:

قَدْ لَفَّهَا اللَّيْلُ بِسَوَّاقٍ حُطَمْ ... لَيْسَ بِرَاعِيْ إِبلٍ وَلَا غَنَمْ

وَلَا بِجَزَّارٍ عَلَى ظَهْرِ وَضَمْ

وفي "المختار": حطمه - من باب ضرب - أي: كسره فانحطم وتحطم، والتحطيم التكسير، والحطمة من أسماء النار؛ لأنها تحطم ما تلتقم اهـ، والمراد بها هنا النار؛ لأنها تحطم العظام، وتأكل اللحوم حتى تهجم على القلوب.

{الْمُوقَدَةُ} وزنها: مفعلة من أُوقِدت أُوقِد إيقادًا، فأنا مُوقِد، والنار مُوقَدَة، وقد وقدت النار نفسها تَقِدُ وَقْدًا ووقودًا بضم الواو، فهي واقدة، قال تعالى: {وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} يعني حجارة الكبريت، والوَقود - بالفتح -: الحطب، قال حاتم الطائي:

لَيْلُكَ يَا مُوْقِدُ لَيْلٌ قَرُّ ... وَالرِّيْحُ مَعْ ذَلِكَ رِيْحٌ صِرُّ

أَوْقِدْ يَرَى نَارَكَ مَنْ يَمُرُّ ... إِنْ جَلَبَتْ ضَيْفًا فَأَنْتَ حُرُّ

{الَّتِي تَطَّلِعُ} أصله: تفتعل، أبدلت تاء الافتعال طاء؛ لوقوعها بعد طاء، فأدغمت الطاء في الطاء؛ أي: تعلو أوسط القلوب وتغشاها.

{عَلَى الْأَفْئِدَةِ} جمع فؤاد، وهو خالص القلب ولبه، وهو للقلب كالقلب للصدر.

{إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (8)}؛ أي: مطبقة من أوصدت الباب إذا أغلقته، قال الشاعر:

تَحِنُّ إِلَى أَجْبَالِ مَكَّةً نَاقَتِيْ ... وَمِنْ دُوْنِهَا أَبْوَابُ صَنْعَاءَ مُؤْصَدَهْ

{فِي عَمَدٍ}: جمع عمود، كأديم وأَدَم {مُمَدَّدَةٍ}؛ أي: مطولة، تقدم لك البسط

طور بواسطة نورين ميديا © 2015