قاله أبو صالح ومجاهد، وقيل: هم أشراف الملائكة، قاله مقاتل بن حيان، وقيل: هم حفظة على الملائكة، قاله ابن أبي نجيح، وقيل: هم بنو آدم، قاله الحسن وقتادة، وقيل: هم أرواح بني آدم، تقوم صفًا، وتقوم الملائكة صفًا، وذلك بين النفختين قبل أن ترد إلى الأجسام، قاله عطية العوفي، وقيل: إنه القرآن، قاله زيد بن أسلم. انتهى.

وقوله: {إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ} يجوز أن يكون بدلًا من ضمير {لَا يَتَكَلَّمُونَ} العائد إلى أهل السموات والأرض، الذين من جملتهم الروح والملائكة، وهو أرجح (?)؛ لكون الكلام غير موجب، والمستثنى منه مذكور، وفي مثله يختار البدل على الاستثناء، ويجوز أن يكون منصوبًا على أصل الاستثناء.

والمعنى: لا يشفعون لأحد إلا من أذن له الرحمن منهم بالشفاعة للخلق، أو لا يتكلمون إلا في حق من أذن الرحمن بالشفاعة فيه، {و} كان ذلك الشخص المشفوع له ممن {قَالَ} في الدنيا {صَوَابًا} أي: حقًا، قاله الضحاك ومجاهد، أو: لا إله إلا الله، قاله أبو صالح، وأصل الصواب السداد من القول والفعل، وقيل: {لَا يَتَكَلَّمُونَ}، يعني: الملائكة والروح الذين قاموا صفًا هيبةً وإجلالًا إلا من أذن له الرحمن منهم في الشفاعة، وهم قد قالوا صوابًا. قال الواحدي: فهم لا يتكلمون، يعني: الخلق كلهم، إلا من أذن له الرحمن، وهم المؤمنون والملائكة، وقال في الدنيا صوابًا؛ أي: شهد بالتوحيد،، وعبارة "الروح": وهذه الجملة مستأنفة مقررة لمضمون قوله تعالى: {لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا} ومؤكدة له على أن أهل السموات والأرض إذا لم يقدروا يومئذِ على أن يتكلموا بشيء من جنس الكلام إلا من أذن الله له منهم في التكلم، وقال ذلك المأذون له قولًا صوابًا؛ أي: حقًا صادقًا، أو واقعًا في محله من غير خطأ في قوله، فكيف يملكون خطاب رب العزة، مع كونه أخص من مطلق الكلام، وأعز منه مرامًا، وقيل: {إِلَّا مَنْ أَذِنَ} إلخ منصوب على أصل الاستثناء.

والمعنى: لا يتكلمون إلا في حق شخص أذن له الرحمن، وقال ذلك الشخص صوابًا؛ أي: حقًا هو التوحيد، وكلمة الشهادة دون غيره من أهل الشرك،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015