[38]

صفة أو بدل من {رَبِّ}، أو عطف بيان، وهل يكون بدلًا من {رَبِّكَ}؟ فيه نظر؛ لأن البدل الظاهر أنه لا يتكرر، فيكون كالصفات والرفع على إضمار: هو رب، أو على الابتداء، وخبره {لَا يَمْلِكُونَ}.

والمعنى: أي إنه سبحانه وتعالى المالك لشؤونهما المدبر لأمورهما، ولا يملك أحد من أهلما محاطبته تعالى بالشفاعة إلا بإذنه،

38 - ثم أكد هذا وقرره بقوله: {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا} والظرف متعلق بقوله: {لَا يَتَكَلَّمُونَ}؛ أي: لا يتكلم أهل السموات والأرض يوم يقوم الروح والملائكة صفًا؛ أي: حال كونهم مصطفين لكثرتهم صفًا واحدًا، وقيل: هما صفان: الروح صف، والملائكة صف، وقيل: صفوف، وهو الأوفق لقوله تعالى: {وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} وقيامهم مما أمرهم الله به في أمر العباد، فانتصاب {صَفًّا} إما على الحال كما قدرنا، أو على المصدرية؛ أي: يصفون صفًا، وجملة {لَا يَتَكَلَّمُونَ} إما حال من فاعل {لَا يَتَكَلَّمُونَ} العائد إلى أهل السموات والأرض، أو مستأنفة مقررة لما قبلها، وأخر (?) الملائكة هنا تعميمًا بعد التخصيص، وأخر الروح في سورة القدر تخصيصًا بعد التعميم.

فالظاهر: أن الروح من جنس الملائكة، لكنه أعظم منهم خلقًا ورتبةً وشرفًا؛ إذ هو بمقابلة الروح الإنساني، كما أن الملائكة بمقابلة القوى الروحانية، ولا شك أن الروح أعظم من قواه التابعة؛ كالسلطان مع أمرائه وجنده ورعاياه، وتفسير الروح بجبريل ضعيف (?)، وإن كان هو مشهورًا بكونه روح القدس، والروح الأمين؛ إذ كونه روحًا ليس بالنسبة إلى ذاته، إلا فالملائكة كلهم روحانيون، وإن كانوا أجسامًا لطيفة غير الأرواح المهمية، وإنما بالنسبة إلى كونه نافخ الروح، وحامل الوحي الذي هو كالروح في الأحياء، وقد اتفقوا على أن إسرافيل أعظم من جبريل ومن غيره، فلو كان أحد يقوم صفًا واحدًا .. لكان هو إسرافيل دون جبريل، والله أعلم بمراده من {الرُّوحُ}.

وفي "الشوكاني": واختلف في {الرُّوحُ}، وقيل: إنه ملك من الملائكة أعظم من السموات السبع، ومن الأرضين السبع، ومن الجبال، وقيل: هو جبريل، قاله الشعبي والضحاك وسعيد بن جبير، وقيل: الروح جند من جنود الله ليسوا ملائكة،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015