{وَهُوَ حَسِيرٌ}؛ أي: كليل، وهو فعيل بمعنى الفاعل من الحسور الذي هو الإعياء، وفي "المختار": وحسر بصره: انقطع نظره من طول مدى وما أشبه ذلك، فهو حسير ومحسور أيضًا، وبابه: جلس، وهو فعيل بمعنى فاعل من الحسور، وهو الإعياء.
{بِمَصَابِيحَ} الياء فيه مبدلة من الألف في المفرد؛ لأنّه جمع مصباح لوقوعها بعد كسرة. {رُجُومًا} الرجوم: جمع رجم بالفتح، وهو مصدر سمّي به المفعول؛ أي: ما يرجم به ويرمى للطرد والزجر، ويجوز أن يكون باقيًا على مصدريته، ويقدر مضاف؛ أي: ذات رجوم، وإنّما جمع المصدر باعتبار أنواعه أو جمع راجم، كسجود جمع ساجد.
{وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ}؛ أي: عذاب جهنم الموقدة المشعّلة، فالسعير فعيل بمعنى مفعول من سعرت النار إذا أوقدتها، ولذلك لم يؤت بالتاء في آخره مع أنّه اسم للدركة الرابعة من دركات النار السبع، وهي: جهنم ثم لظى ثم الحطمة ثم السعير ثم سقر ثم الجحيم ثم الهاوية، ولكن كل من هذه الأسماء يطلق على الآخر، فيعبّر عن النار تارة بالسعير وتارة بجهنم وأخرى بآخر.
{إِذَا أُلْقُوا فِيهَا} أصله: ألقيوا بوزن أفعلوا، استثقلت الضمة على الياء فحذفت ولما سكنت التقى ساكنان فحذفت الياء لذلك، وضمت القاف لمناسبة الواو. {وَهِيَ تَفُورُ} أصله: تفور بوزن تفغل، نقلت حركة الواو إلى الفاء فسكنت إثر ضمة فصارت حرف مدّ. {تَكَادُ} أصله: تكود مضارع كود بكسر العين في الماضي وفتحها في المستقبل، نقلت حركة الواو إلى الكاف فسكنت، لكنّها قلبت ألفًا لتحركها في الأصل وفتح ما قبلها في الحال. {تَمَيَّزُ} أصله: تتميز حذفت منه إحدى التاءين كما تقدم.
{جَهَنَّمَ}؛ أي: الدركة النارية التي تلقاهم بالتجهم والعبوسة، يقال: رجل جهم؛ أي: كالحٌ منقبض، وقال بعضهم: جهنم من الجهنام، وهي بئر بعيدة القعر. {شَهِيقًا}؛ أي: صوتًا كصوت الحمير، وقيل: الشهيق في الصدر، والزفير في الحلق، أو شهيق الحمار آخر صوته، والزفير أوّله. وقيل: الشهيق رد النفس، والزفير إخراجه. {وَهِيَ تَفُورُ} الفور: شدّة الغليان، ويقال ذلك في النار، وفي القدر